منذ كنت في الخامسة، وأنا أشعر بأني ولد، رغم أن تر بية أهلي كانت صحية تماماً، حتى إنهم يحبون البنات أكثر من الأولاد، ولم أتعرض لأي صدمة. بعمر 10 ازداد الشعور، حتى إني كنت أرى في المنام أني ولد. بدأت المعاناة الحقيقية عندما بلغت، فبدأ الصراع الحقيقي بيني وبين جسمي الذي كنت أراه كسجن. بعمر 15 وقع في قلبي حب لبنت، فحاولت أن أخفي الشعور، لأني كنت أعتبر ذلك مثلية، وأنا أخاف الله، فحاولت أن أُنسي نفسي، و لم أنجح. تأزم وضعي أكثر، وأنا الآن في الـ 21 ولا أطيق استخدام الضمير المؤنث معي حتى، وبعمري لم أحسّ بأني أنثى بتاتاً، مع العلم أنه لا توجد مشكلة هرمونية.
ما وصفتِه هو اضطراب الهوية الجنسية، وهو مرض نفسي يجعل الشخص غير راضٍ عن جنسه (نوعه الجندري) دون وجود أي مشكلة عضوية، وعدم الرضى هذا يؤدي إلى أزمة حياتية لدى الشخص. وهذا الاضطراب له أسباب متعددة، منها العلاقة بالأبوين، وخاصة الأب، ومنها الثقافة المجتمعية المرتبطة بالجنسين، ومنها صراعات نفسية داخلية لدى الشخص تخصّ رؤيته لنفسه ورؤيته لشكل الإنسان الأقوى منه، وغيرها.
والعلاج النفسي هو الحل الأساسي، وأعني بذلك جلسات العلاج النفسي بتقنياته المختلفة، وهذا العلاج يحتاج لفترة طويلة (عادة أكثر من سنة)، وقد يحتاج إلى أدوية حسب الأعراض الموجودة لدى المريض. وهناك من يقترح عمل عمليات جراحية لتغيير الجنس، لكني أرى -بدعم من تجارب رأيتها ودراسات حدثت- أنها لم تأتِ بالنتائج المطلوبة كما أرادها من يعانون، ولذلك فلا أرى ذلك حلاً نافعاً. ستحتاجين لمقابلة معالج نفسي متخصص في هذه المشكلات التي تحتاج لجلسات علاجية.