ثنائي القطب.. كبف يمكنني التعامل مع المصاب به؟
تم تشخيص صديقتي باضطراب ثنائي القطب الحقيقي، أحبها جدا ومحتاجة أحافظ على علاقتي بها، ولكنني بحاجة لشيء لفهم كيفية التعامل معها كي لا أؤثر عليها بشكل سلبي لأنني تشخصت باضطراب شخصية حدية والحمد لله تم علاج تقلباتها المزاجية، علاقاتي بها آمنة جدا ولكنني بحاجة لمعرفة التعامل السليم معها، أرجو الرد.
أختي السائلة، قبل ان أشْرع في الرد على طلبك أريد أن أحييكِ على حرصك وحبك لصديقتك، فهنيئاً لها بك يا صديقتي، ودعيني أن أخبرك بأن ثنائي القطب هو حالة نفسية تتسم بتقلبات حادة في المزاج، والذي قد يتسبب في بعض الأحيان بتحديات كبيرة في العلاقات العامة والخاصة، وفي هذه الاستشارة سنقدم لك أهم النصائح في التعامل معها.
نصائح للتعامل مع اضطراب ثنائي القطب
يمكن لبعض الخطوات والنصائح أن تسهم في بناء علاقة قوية مع الشخص الذي يعاني من اضطراب ثنائي القطب وتقديم الدعم الملائم له، ومنها:
- التعرف على الاضطراب ثنائي القطب وفهم تجربة الشريك المصاب به.
- تجنب المحفزات التي تزيد من تفاقم الأعراض خلال فترات الهوس أو الاكتئاب.
- التعرف على السلوكيات النموذجية للشريك خلال تلك الفترات.
- دعم عملية علاج ثنائي القطب.
- التواصل بصدق حول المشاعر والتجارب.
- الاعتناء بالصحة النفسية من خلال ممارسة الهوايات والتفاعل مع الأصدقاء والعناية باللياقة وغيرها.
تتطلب الصداقة بالمصاب باضطراب ثنائي القطب تفهمًا ودعمًا دائمًا، ومن المهم التعرف على الاضطراب وفهم تجربة الشخص المصاب به. يجب أيضًا تجنب المحفزات التي تزيد من تفاقم الأعراض خلال فترات الهوس أو الاكتئاب، والتعرف على السلوكيات النموذجية للشريك خلال تلك الفترات. كما يجب على الأصدقاء أن يفهموا تأثير الاضطراب على مهنة صديقهم، وضمان توجيه الدعم المادي والمعنوي إذا كان ذلك ضروريًا.
وفيما يتعلق بالتواصل، يجب على الأصدقاء التحدث بصدق حول المشاعر والتجارب لتقوية العلاقة وتجاوز تحديات المرض، وأخيرًا، ينبغي على الشخص أن يعتني بصحته النفسية من خلال ممارسة الهوايات والتفاعل مع الأصدقاء والعناية باللياقة والبحث عن دعم إضافي إذا كان ذلك ضروريًا.
العلاقات الإنسانية وكفاءتها
كفاءة العلاقات الإنسانية، والتي يمكنني تلخيصها تلخيصاً أرجو ألا يكون مُخِلاً؛ ألا وهو أن لكل علاقة نوعية، ودور في حياتنا، وتؤثر وتتأثر بطريقة تواصلنا النفسي والمناخ الذي يؤثر فيها، وكذلك لها "قدرة" أو "سعة" تتسق مع نوع العلاقة، وحين يختل ذلك تتأثر العلاقة بالسلب، فعلاقة الصداقة علاقة مهمة جداً للإنسان؛ فيها أخذ وعطاء متبادل، فيها كل طرف يعطي صديقه اهتمامًا ودعمًا وتفهمًا ومشاركة، وربما تشجيعًا، ويأخذ في المقابل نفس الأشياء ذاتها من صديقه، فتسع درجة من التحمل ودرجة من الصبر إذا زاد صارت عبئاً أو سيئة، فالصداقة علاقة تتحمل درجة العطاء تلك في مقابل أخذ ما تعطيه بالتساوي، وتتأثر تأثراً واضحاً حين يقف أحد الصديقين عن العطاء، أو بالحكم مثلاً من أحدهم على الآخر، أو الضغط بمزيد من التحمل لا يتناغم مع نوع العلاقة وسعتها، على عكس علاقة الابنة مثلاً بأبويها حين تكون سوية، فنوعيتها رغم تشابه ما يتم فيها بعلاقة الصداقة؛ لكنها تتسع لعطاء دون أخذ، وتستمر رغم ذلك طيبة يملؤها الصبر الجميل، وتتسع للتحمل أكثر بكثير من علاقة الصداقة.
كلمة أخيرة
للحفاظ على علاقة صحية معها عليك أن تتواصلي مع متخصص نفسي، تعلم كيف يعالج تلك الاضطرابات الوجدانية، وهذه حقيقةً أهم وأقوى شيء يمكنك فعله كصديقة محبة لصديقتها ولا تود خسارتها، وحتى لو كانت ترفض ذلك، حاولي أن توصلي لها تلك الرسالة بين الحين والحين حتى تهضم؛ أن المتخصص هو الذي يتمكن بصدق من مساعدتها، وأنك تحبينها ولا تريدين أن يحدث بينكما بُعداً لا ترغبين لا أنت ولا هي فيه، وأخيرًا أود أن أوضح لك أن الاضطرابات المزاجية من الاضطرابات التي تحتاج لمتابعة جيدة من المتخصص، وكذلك ممن يعاني منه بنفسه؛ خاصة ثنائي القطب لأنه يحتاج لمثبتات مزاج حتى لا تتطور حالتها، فأنتما تستحقان أن تحييا حياة تستحق أن تُعاش.
للمزيد من المعلومات حول مشكلتك تصفح موقع صحتك
