18 نوفمبر 2017
تكرار قهري لعلاقات فاشلة وميول انتحارية
أنا دخلت فى علاقه عاطفيه فقط وأنا عندى ١٤ سنه، وكان الولد دايماً بيعاملنى إنى مجنونة، وبيبدى كل الناس عليا، وكانت علاقه ضحيه و جانى جداً، وفى الآخر سابنى من غير أى مقدمات واختفى، ومن ساعتها عندى توتر وقلق وخوف مستمر وعقلى على طول فيه سيل من الأفكار الانتحارية، وبعدها كل علاقه بخشها دلوقتى بفشلها على أتفه سبب وساعات بربط بين اللى بيعملوه واللى هو عمله وبتجيلى هستيريا عياط وحركه لا إرادية، إيه اللى عندى ده؟
عزيزتي هايدي،
تحياتي لك وأشكرك على ثقتك واستشارتك.
سؤالك لي هو: ايه اللي عندي دة؟ وهو سؤال أترجمه لسؤال آخر حتى نستطيع معا الحصول على إجابة ما وهو: ايه اللي وصَلني عن نفسي دة؟ ما هي الرسائل التي وصلتني في حياتي لتقودني بالنهاية إلى تكرار قهري لعلاقات فاشلة طوال الوقت؟ ما الذي أتبناه عن نفسي حتى أتأرجح بين أدوار الجاني والضحية في العلاقات؟ ما هي صورتي الذاتية التي تعكسها مرآة العلاقات؟
دعينا نتخيل أن العلاقات هي مرآة سحرية مثل حكاية سنووايت، مرآة ترينا الحقيقة فعلا، ماذا سنسألها لنعرف حقيقة صورتنا عن ذواتنا؟ ماذا لو سألناها: "ايه اللي عندي دة؟"
هذه المرآة لديها عينان تريانك بهما نفسك، العين الأولى هي إلى أى مدى تقبلين نفسك بدون أحكام أو شعور بالخزي أو العار، والعين الثانية هي شعورك بالاستحقاق، حقك في أن يهتم بك وأن تُحترمي. هذان العينان هما مكونات صورتك الذاتية، وهما ما سينعكسان على علاقتك بنفسك وبالآخرين. عندما يصلنا رسائل بعدم الاستحقاق أو بالحب المشروط برضا الآخر عني أو بالخزي من النفس فإننا نميل إلى تكراره في علاقاتنا. وأحيانا نجد أنفسنا مندفعين في علاقة وراء الأخرى بحثا عن تكرار هذه الرسائل وتأكيد هذه الصورة. نلهث ونلاحق أنفسنا والآخرين بهذه الرسائل حتى نصاب بالتوتر والقلق والخوف ونفتح للانتحار باباً واسعاً للهروب من كل هذا.
أعذرك يا صديقتي، ولعلك في سن صغيرة بدأتي أولى علاقاتك العاطفية بحثا عن طريقة لتعديل صورتك، إن هناك من يراك ويهتم بك، ولكنها فشلت ولاحقتك عيون المرآة بعد ذلك.
أنا لا أعلم من أين وصلتك هذه الرسائل؟ وكيف صدقتها عن نفسك وكونت رؤيتك لذاتك؟ ربما كانت من الأسرة أو المجتمع أو أي صوت آخر في محيطك، ولكن يبدو أنها وصلتك قبل سن الرابعة عشرة بكثير، هذه العلاقة هي مجرد صورة من الأصل واستبدال لاحتياجات لم يتم تلبيتها سابقا.
اسمحي لي يا صديقتي أن أزيد في ردي على سؤالك عن "ايه اللي عندي دة" إلى: ماذا أفعل الآن؟
لنتفق أولا أن وجود أفكار انتحارية هو سبب أكثر من كاف للتوجه لطبيب نفسي في الحال، بوابة الانتحار بوابة ثقيلة، وتحتاج لوجود متخصص معك يدعمك، ويوفر لك سبل العلاج الدوائي لغلقها، فلا تستهيني بهذا والجأي للمساعدة.
بعد هذا وأثناءه، خاصة أنك تتخطين طور المراهقة لتبدئي مرحلة الشباب مما يعني أن قدرتك على التخطيط والتفكير وتقدير العواقب في العلاقات أصبح أكثر نضجا، أقترح أن تؤجلي لبعض الوقت الدخول في علاقات عاطفية، وأن تؤجلي أيضا تعليق يافطة رومانسية جاهزة سريعة على المشاعر التي تحملينها للأولاد حاليا، ولنسمح لأنفسنا أن نستكشف نوعية هذه المشاعر، وما يدفعنا لها، وأن نسمح بتصنيفات مختلفة مثل الإعجاب أو الانجذاب أو الانبهار أو التعلق أو الحب، ولنسمح لأنفسنا ببعض الوقت لنكتشف إذا كانت فقط مشاعر وقتية قصيرة أم لا، وأن نسمح بأن نشعر تجاه شخص بشيء ما دون أن يعني هذا بالضرورة أن تتحول المشاعر لعلاقة.
هذه الفترة من التريث اعتبريها هدنة تستخدمينها للتعرف أكثر على نفسك، على رؤيتك لنفسك وعلى حقوقك وعلى احتياجاتك بمساعدة متخصص نفسي يخوض معك رحلة التعرف هذه ويكون لك عينا ثالثة تؤنسك وتطمئنك وأنت تبحثين في مرآتك كل يوم عن انعكاسك فيها ويساعدك على قبول ما ترينه. وعندما ترضين عما ترينه في نفسك، سينعكس هذا على كل علاقاتك وستهنئين بها.
أتمنى لك كل الخير والطمأنينة والاحترام.
اقرئي أيضاً:
لماذا نكرر تجاربنا المؤلمة؟
المواقف غير المنتهية.. دراما داخلية وأحجار على الطريق
استشارات ذات صلة:
أعاني الوحدة وأؤذي نفسي
تعرضت للاغتصاب في الصغر وأكرر ما فُعل بي
سؤالك لي هو: ايه اللي عندي دة؟ وهو سؤال أترجمه لسؤال آخر حتى نستطيع معا الحصول على إجابة ما وهو: ايه اللي وصَلني عن نفسي دة؟ ما هي الرسائل التي وصلتني في حياتي لتقودني بالنهاية إلى تكرار قهري لعلاقات فاشلة طوال الوقت؟ ما الذي أتبناه عن نفسي حتى أتأرجح بين أدوار الجاني والضحية في العلاقات؟ ما هي صورتي الذاتية التي تعكسها مرآة العلاقات؟
دعينا نتخيل أن العلاقات هي مرآة سحرية مثل حكاية سنووايت، مرآة ترينا الحقيقة فعلا، ماذا سنسألها لنعرف حقيقة صورتنا عن ذواتنا؟ ماذا لو سألناها: "ايه اللي عندي دة؟"
هذه المرآة لديها عينان تريانك بهما نفسك، العين الأولى هي إلى أى مدى تقبلين نفسك بدون أحكام أو شعور بالخزي أو العار، والعين الثانية هي شعورك بالاستحقاق، حقك في أن يهتم بك وأن تُحترمي. هذان العينان هما مكونات صورتك الذاتية، وهما ما سينعكسان على علاقتك بنفسك وبالآخرين. عندما يصلنا رسائل بعدم الاستحقاق أو بالحب المشروط برضا الآخر عني أو بالخزي من النفس فإننا نميل إلى تكراره في علاقاتنا. وأحيانا نجد أنفسنا مندفعين في علاقة وراء الأخرى بحثا عن تكرار هذه الرسائل وتأكيد هذه الصورة. نلهث ونلاحق أنفسنا والآخرين بهذه الرسائل حتى نصاب بالتوتر والقلق والخوف ونفتح للانتحار باباً واسعاً للهروب من كل هذا.
أعذرك يا صديقتي، ولعلك في سن صغيرة بدأتي أولى علاقاتك العاطفية بحثا عن طريقة لتعديل صورتك، إن هناك من يراك ويهتم بك، ولكنها فشلت ولاحقتك عيون المرآة بعد ذلك.
أنا لا أعلم من أين وصلتك هذه الرسائل؟ وكيف صدقتها عن نفسك وكونت رؤيتك لذاتك؟ ربما كانت من الأسرة أو المجتمع أو أي صوت آخر في محيطك، ولكن يبدو أنها وصلتك قبل سن الرابعة عشرة بكثير، هذه العلاقة هي مجرد صورة من الأصل واستبدال لاحتياجات لم يتم تلبيتها سابقا.
اسمحي لي يا صديقتي أن أزيد في ردي على سؤالك عن "ايه اللي عندي دة" إلى: ماذا أفعل الآن؟
لنتفق أولا أن وجود أفكار انتحارية هو سبب أكثر من كاف للتوجه لطبيب نفسي في الحال، بوابة الانتحار بوابة ثقيلة، وتحتاج لوجود متخصص معك يدعمك، ويوفر لك سبل العلاج الدوائي لغلقها، فلا تستهيني بهذا والجأي للمساعدة.
بعد هذا وأثناءه، خاصة أنك تتخطين طور المراهقة لتبدئي مرحلة الشباب مما يعني أن قدرتك على التخطيط والتفكير وتقدير العواقب في العلاقات أصبح أكثر نضجا، أقترح أن تؤجلي لبعض الوقت الدخول في علاقات عاطفية، وأن تؤجلي أيضا تعليق يافطة رومانسية جاهزة سريعة على المشاعر التي تحملينها للأولاد حاليا، ولنسمح لأنفسنا أن نستكشف نوعية هذه المشاعر، وما يدفعنا لها، وأن نسمح بتصنيفات مختلفة مثل الإعجاب أو الانجذاب أو الانبهار أو التعلق أو الحب، ولنسمح لأنفسنا ببعض الوقت لنكتشف إذا كانت فقط مشاعر وقتية قصيرة أم لا، وأن نسمح بأن نشعر تجاه شخص بشيء ما دون أن يعني هذا بالضرورة أن تتحول المشاعر لعلاقة.
هذه الفترة من التريث اعتبريها هدنة تستخدمينها للتعرف أكثر على نفسك، على رؤيتك لنفسك وعلى حقوقك وعلى احتياجاتك بمساعدة متخصص نفسي يخوض معك رحلة التعرف هذه ويكون لك عينا ثالثة تؤنسك وتطمئنك وأنت تبحثين في مرآتك كل يوم عن انعكاسك فيها ويساعدك على قبول ما ترينه. وعندما ترضين عما ترينه في نفسك، سينعكس هذا على كل علاقاتك وستهنئين بها.
أتمنى لك كل الخير والطمأنينة والاحترام.
اقرئي أيضاً:
لماذا نكرر تجاربنا المؤلمة؟
المواقف غير المنتهية.. دراما داخلية وأحجار على الطريق
استشارات ذات صلة:
أعاني الوحدة وأؤذي نفسي
تعرضت للاغتصاب في الصغر وأكرر ما فُعل بي