تعرضت للاغتصاب في الصغر وأكرر ما فُعل بي
أنا فعلاً أشكرك جداً على شجاعتك فى عرض حالتك، وعلى طلبك المساعدة، التى أرى أنك اتخذت أول خطوة فيها، وهي الاعتراف، أن هناك شيئاً يستدعي العلاج.
نعم يا صديقي.. هناك ظاهرة نفسية شهيرة اسمها (التكرار القهري)، يقوم فيها الشخص بتكرار بعض تجاربه المؤلمة التى تعرض لها فى حياته مع أشخاص آخرين. وقد يقوم فيها بلعب نفس دوره القديم، أو يقوم بتبادل الأدوار مع غيره فى العلاقة (كما فى حالتك). ويتم تكرار ذلك المرة بعد المرة بهدف الانتقام ممن فعل ذلك، ولكن فى صورة شخص آخر.. أو بهدف الشعور بالسيطرة على الموقف هذه المرة بدلاً من (قلة الحيلة) فى المرة/المرات السابقة، أو للانتقام من النفس/الذات عن طريق تكرار أذاها وإيلامها.
وجدت كثير من الدراسات النفسية، أن نسبة كبيرة ممن يتعرضون للتحرش أو الاغتصاب فى صغرهم، لو لم يتم علاجهم، فإنهم يدخلون فى ممارسات جنسية متواترة لا تجلب عليهم وعلى غيرهم سوى الشعور المتكرر بالذنب، مع كثير من الأذى النفسي والمعنوي والجسدي.
أول ما عليك فعله يا صديقي -بعد شجاعتك فى الاعتراف بوجود شيء يستدعي العلاج- هو أن تسامح نفسك على كل ما سبق.. وأن تكف عن جلدها.. فالشعور الزائد بالذنب -فى حالتك- لن يؤدي إلّا إلى تكرار نفس الخطأ دون توقف، كوسيلة نفسية خفية للانتقام من ذاتك وإيلامها، والانتقام من الآخرين وإيلامهم، فى شكل علاقات أقرب للإدمان..
عليك أيضاً أن تتوجه إلى طبيب أو معالج نفسي محترف، يصاحبك فى رحلة علاجية نفسية عميقة، تستطيع من خلالها التعرف على نفسك من جديد، والتعرف على العالم من جديد أيضاً. بعدها، ستتمكن بإذن الله من التوقف عن هذه الممارسات بشكل تام، وتفتح لنفسك وعقلك وقلبك صفحة جديدة يملأها الحب، والصفح، والسكينة.
أشكرك مرة أخرى يا صديقي..
وكل دعواتي الطيبة معك.
اقرأ أيضاً:
إدمان الجنس.. هواجس مدمرة وسلوكيات مرفوضة (ملف)
لماذا نكرر تجاربنا المؤلمة؟
المواقف غير المنتهية.. دراما داخلية وأحجار على الطريق