21 مارس 2018
القلق والإحساس بالذنب عثرات على طريق النجاح
أرجو منكم عدم عرض معلوماتي، مشكلتي تكمن في أنني لا أدرس وهذه آخر سنة دراسية لي في المدرسة، والتي معدلها سيحدد تخصصي الجامعي، مستواي الدراسي في السنوات السابقة كان جيدا جدا، وفي بعض الأحيان ممتاز، أما الآن وعلى الرغم من أنها مرحلة مفصلية تقرر مصير حياتي؛ فأنا لا أدرس ولا أملك الإرادة للدراسة، وأخاف من الاستيقاظ صباحا للدراسة، بل إنني فاقد للأمل وفاقد لأدنى حس بالمسؤولية والضمير، تجاه أفعالي هذه.. قدرتي على الحفظ والفهم قلّت بشكل رهيب، فكنت أحفظ بسرعة، أما الآن فأستغرق ساعات لأمور بسيطة وتركيزي في الحضيض.
أهلا وسهلا بك يا ولدي؛
حين قرأت سطورك تألمت من معاناتك التي وصلت لي بمنتهى الوضوح، وتألمت أكثر لمعرفتي بأسباب وجودها؛ فخوفك أو بالأحرى رعبك من المستقبل هو ما يعطلك؛ فأنت تحمل عبئا نفسيا كبيراً تجاه قيمتك وكيف ستكون في المجتمع؟ ولا أعلم هل هذا هو خوفك أنت وألمك أنت أم خوف اكتسبته؛ لأنه حلم من حولك، أو توقع غيرك منك؛ فتتصور أنه خوفك أنت.
فحين تستيقظ صباحا، أو تجلس لتستذكر دروسك تجلس وأنت تحمل كل هذا الرعب والعبء؛ فيتوه منك التركيز، وتظل ساعات في معلومات بسيطة؛ فهل تعلم من هو العدو الذي يسرق منك تركيزك؟ إنه القلق ياصديقي.. القلق الذي يؤثر على كل العمليات العقلية التي تتمثل في استقبال المعلومات والاحتفاظ بها، ومن ثم استرجاعها؛ فأنت فريسة قلقك يا ولدي، وهذه أول حقيقة عليك إدراكها.
والحقيقة الأخرى هي في تفصيله هذا العبء الثقيل جدا الذي تحمله على ظهرك، بل ويجثم على صدرك، وهو الغرق في الشعور بالذنب والتقصير؛ فالشعور بالذنب هو ألد أعداء صحتك النفسية، وأقرب صديق للقلق.
* أما وقد عرفت أعداءك فماذا عليك أن تفعل يا ولدي؟
حين قرأت سطورك تألمت من معاناتك التي وصلت لي بمنتهى الوضوح، وتألمت أكثر لمعرفتي بأسباب وجودها؛ فخوفك أو بالأحرى رعبك من المستقبل هو ما يعطلك؛ فأنت تحمل عبئا نفسيا كبيراً تجاه قيمتك وكيف ستكون في المجتمع؟ ولا أعلم هل هذا هو خوفك أنت وألمك أنت أم خوف اكتسبته؛ لأنه حلم من حولك، أو توقع غيرك منك؛ فتتصور أنه خوفك أنت.
فحين تستيقظ صباحا، أو تجلس لتستذكر دروسك تجلس وأنت تحمل كل هذا الرعب والعبء؛ فيتوه منك التركيز، وتظل ساعات في معلومات بسيطة؛ فهل تعلم من هو العدو الذي يسرق منك تركيزك؟ إنه القلق ياصديقي.. القلق الذي يؤثر على كل العمليات العقلية التي تتمثل في استقبال المعلومات والاحتفاظ بها، ومن ثم استرجاعها؛ فأنت فريسة قلقك يا ولدي، وهذه أول حقيقة عليك إدراكها.
والحقيقة الأخرى هي في تفصيله هذا العبء الثقيل جدا الذي تحمله على ظهرك، بل ويجثم على صدرك، وهو الغرق في الشعور بالذنب والتقصير؛ فالشعور بالذنب هو ألد أعداء صحتك النفسية، وأقرب صديق للقلق.
* أما وقد عرفت أعداءك فماذا عليك أن تفعل يا ولدي؟
هناك سيناريوهات متكررة لمن كانوا في مثل معاناتك؛ سأحدثك عن أشهرها؛ لتختار ما تريده لنفسك:
- منها من ترك نفسه نهبا للقلق، والغرق في مشاعر الذنب، وتعطل عطلة شديدة جرت عليه الاكتئاب، وفقد بمرور الوقت - ومع عدم الحراك - نفسه، وصار يأكل ويشرب، ويتعامل مع البشر قدر استطاعته وهو يظن أنه يحيا، ولكنه كان ميتا من الداخل؛ غارقا في مشاعر الذنب قلقاً من مساحات لم يكن يقلق منها سابقا، وكانت البداية في دراسته، ولم ينتبه لحقيقة ما يمر به، أو رفض أن يفعل شيئا سوى الاستسلام والشكوى، وصار من الداخل حطاماً.
- وهناك من "جدد رؤيته لحاله وللحياة"، ونفض عن نفسه عناء اللهاث وراء أكبر العلامات، وأفضل الكليات، وأحسن شخص في العائلة، وصدق أن وجوده الحقيقي بلا أعباء نفسية ضاغطة هو ما سيحقق في النهاية حلمه الذي قد يتغير شكله الخارجي، ولكن حقيقته الداخلية - والتي تتمحور حول النجاح - قد تحققت، وكسب نفسه وصحته النفسية.
فالاختيار لك يا ولدي، وما أرجوه هو أن تعي تلك النقاط التي قد تكون سمعتها من قبل، ولكن لم تحترم فحواها بصدق حتى وصلت لتلك المعاناة؛ فانتبه لها:
* أنت لست حلما لأحد، ولا نسخة من أحد؛ فلتكن نفسك وحررها من سجن أي آخر، سواء كان أبا، أو أما، عائلة، أو مجتمعا، وأنا أعلم جدا صعوبة ما أقوله، ولكن خسارتك لنفسك الحقيقية، أو لصحتك النفسية أصعب بكثير، حتى وإن لم تدرك ذلك الآن؛ فتراكم القلق، وأثره يأخذ وقتا، ويأخذ فرحتك الداخلية وهي غالية.
* الغرق في مشاعر الذنب؛ لأنك لا تدرس بشكل مناسب هو نفسه ما يعطلك عن الدراسة؛ فمشاعر الذنب من المفترض أنها موجودة حتى تذاكر، وحتى تمضي قدماً، ولكن الحقيقة أنها موجودة ولا تذاكر، ولا تمضي قدما؛ مما يعني أن دورها الحقيقي هو أنها تعطلك، وحقيقة الأمر أنك تتنصل من مسؤوليتك - بدون وعي - تجاه نفسك بالغرق في الذنب؛ فهلم يا بني وانفض عنك هذه المشاعر الكئيبة، وكن مسؤولا عن وجودك ونفسك كما هي، وكف عن استنزاف مشاعرك، وتتمكن من استذكار دروسك دون استحضار فكرة أكون أو لا أكون بارتفاع درجاتي، ودون أن تسيطر عليك فكرة أنك ستخذل أهلك؛ فأهلك لو كانوا يريدونك طبيبا، أو مهندسا، أو خلافه، كانوا اجتهدوا هم في ذلك، ولو كانوا علموك أن قيمتك كلها تنحسر في درجاتك فهو ظلم شديد يجب أن ترفعه عن نفسك؛ فأنت إنسان، تملك مشاعر، وأفكارا، وهوايات، وذكريات، وعلاقات، وحياة كاملة، ولست فقط علامات.
* لا تتصور أني أقول لك انفض عنك كل شيء، ولكن أقول لك تحرر مما يعطلك، واجتهد دون رعب، وهذا ما سيجعلك مسؤولا براحة، ومقبلا دون عبء ينغص عليك عيشك.
* وبعد هذه الخطوات يمكنك أن تبدأ خطوات في تدريبات تساعدك على التركيز؛ كالاستذكار بطريقة الخرائط الذهنية، والمراجعة من خلال الشرح، وربط المعلومات بالمشاعر، والأماكن، وغيره مما ستجده بالبحث بسهولة، ولكن سيظل الأصل هو ما حدثتك عنه.
* إن لم تتمكن مما قلته لك؛ فلا مانع من التواصل مع متخصص يساعدك بشكل أكثر قرباً، وفاعلية في تخطي معاناتك؛ فهناك علاجات تساعد على زيادة التركيز، والحد من القلق ولكن مهم إلا تتناولها إلا تحت الاشراف الطبي.. دمت بخير.
اقرأ ايضاً:
اختزلت نفسي في الدراسة.. فتمردت علي
6 نصائح هامة للتركيز في موسم الامتحانات
هل تقدر ذاتك تقديراً صحياً؟
- منها من ترك نفسه نهبا للقلق، والغرق في مشاعر الذنب، وتعطل عطلة شديدة جرت عليه الاكتئاب، وفقد بمرور الوقت - ومع عدم الحراك - نفسه، وصار يأكل ويشرب، ويتعامل مع البشر قدر استطاعته وهو يظن أنه يحيا، ولكنه كان ميتا من الداخل؛ غارقا في مشاعر الذنب قلقاً من مساحات لم يكن يقلق منها سابقا، وكانت البداية في دراسته، ولم ينتبه لحقيقة ما يمر به، أو رفض أن يفعل شيئا سوى الاستسلام والشكوى، وصار من الداخل حطاماً.
- وهناك من "جدد رؤيته لحاله وللحياة"، ونفض عن نفسه عناء اللهاث وراء أكبر العلامات، وأفضل الكليات، وأحسن شخص في العائلة، وصدق أن وجوده الحقيقي بلا أعباء نفسية ضاغطة هو ما سيحقق في النهاية حلمه الذي قد يتغير شكله الخارجي، ولكن حقيقته الداخلية - والتي تتمحور حول النجاح - قد تحققت، وكسب نفسه وصحته النفسية.
فالاختيار لك يا ولدي، وما أرجوه هو أن تعي تلك النقاط التي قد تكون سمعتها من قبل، ولكن لم تحترم فحواها بصدق حتى وصلت لتلك المعاناة؛ فانتبه لها:
* أنت لست حلما لأحد، ولا نسخة من أحد؛ فلتكن نفسك وحررها من سجن أي آخر، سواء كان أبا، أو أما، عائلة، أو مجتمعا، وأنا أعلم جدا صعوبة ما أقوله، ولكن خسارتك لنفسك الحقيقية، أو لصحتك النفسية أصعب بكثير، حتى وإن لم تدرك ذلك الآن؛ فتراكم القلق، وأثره يأخذ وقتا، ويأخذ فرحتك الداخلية وهي غالية.
* الغرق في مشاعر الذنب؛ لأنك لا تدرس بشكل مناسب هو نفسه ما يعطلك عن الدراسة؛ فمشاعر الذنب من المفترض أنها موجودة حتى تذاكر، وحتى تمضي قدماً، ولكن الحقيقة أنها موجودة ولا تذاكر، ولا تمضي قدما؛ مما يعني أن دورها الحقيقي هو أنها تعطلك، وحقيقة الأمر أنك تتنصل من مسؤوليتك - بدون وعي - تجاه نفسك بالغرق في الذنب؛ فهلم يا بني وانفض عنك هذه المشاعر الكئيبة، وكن مسؤولا عن وجودك ونفسك كما هي، وكف عن استنزاف مشاعرك، وتتمكن من استذكار دروسك دون استحضار فكرة أكون أو لا أكون بارتفاع درجاتي، ودون أن تسيطر عليك فكرة أنك ستخذل أهلك؛ فأهلك لو كانوا يريدونك طبيبا، أو مهندسا، أو خلافه، كانوا اجتهدوا هم في ذلك، ولو كانوا علموك أن قيمتك كلها تنحسر في درجاتك فهو ظلم شديد يجب أن ترفعه عن نفسك؛ فأنت إنسان، تملك مشاعر، وأفكارا، وهوايات، وذكريات، وعلاقات، وحياة كاملة، ولست فقط علامات.
* لا تتصور أني أقول لك انفض عنك كل شيء، ولكن أقول لك تحرر مما يعطلك، واجتهد دون رعب، وهذا ما سيجعلك مسؤولا براحة، ومقبلا دون عبء ينغص عليك عيشك.
* وبعد هذه الخطوات يمكنك أن تبدأ خطوات في تدريبات تساعدك على التركيز؛ كالاستذكار بطريقة الخرائط الذهنية، والمراجعة من خلال الشرح، وربط المعلومات بالمشاعر، والأماكن، وغيره مما ستجده بالبحث بسهولة، ولكن سيظل الأصل هو ما حدثتك عنه.
* إن لم تتمكن مما قلته لك؛ فلا مانع من التواصل مع متخصص يساعدك بشكل أكثر قرباً، وفاعلية في تخطي معاناتك؛ فهناك علاجات تساعد على زيادة التركيز، والحد من القلق ولكن مهم إلا تتناولها إلا تحت الاشراف الطبي.. دمت بخير.
اقرأ ايضاً:
اختزلت نفسي في الدراسة.. فتمردت علي
6 نصائح هامة للتركيز في موسم الامتحانات
هل تقدر ذاتك تقديراً صحياً؟