الخفقان وضيق النفس وآلام في الصدر.. ما الأسباب والعلاج؟
أعاني في الآونة الأخيرة من عدة أعراض، تسارع نبض مفاجئ، وضيق في التنفس، ووهن في الجسم، لا أستطيع الوقوف، والرجفة، ومؤخرًا بدأ التهاب في الحلق إلى مؤخرة اللسان، كما أعاني من سعال متقطع وبلغم مزمن وألم في الصدر والكتف والذراع الأيسر من حين لآخر، أشعر بالدوار إذا أكلت بسرعة أو كثيرًا، وإذا مشيت بسرعة، ولدي تورم في القدمين.
الأخت الكريمة، الأعراض المذكورة متعددة، من الخفقان وضيق نفَس وآلام في الصدر، والتي تصيب أعضاء كثيرة في الجسم بشكل حاد يصعب تحديد سببها وتقديم النصيحة المناسبة دون إجراء مقابلة شخصية، وإجراء الفحص السريري وإجراء تحليل دم وتصوير الصدر وتخطيط القلب وربما الإيكو القلبي.
كيف يشخص الطبيب الخفقان ؟
يبدأ الطبيب باستجواب المريض عن نوب الخفقان التي تصيبه، عن توقيتها، والأعراض التي ترافقها، والأمور التي يبدو للمصاب أنها تثيرها، كما يسأله عن نوعية غذائه وأسلوب حياته وتاريخه المرضي والأدوية التي يتعاطاها، ثم يقوم بفحصه، مركِّزاً الفحص بخاصة ناحية القلب.
ويطلب الطبيب بعد ذلك عدداً من الفحوص المخبرية لنفي وجود فقر الدم واضطراب شوارد الدم، والتحقق من عيار سكر الدم، ووظيفة الغدة الدرقية.
لكن أهم فحص يُجريه الطبيب في شكوى الخفقان هو تخطيط القلب الكهربائي، وذلك للاستدلال على نوع اضطراب النظم المسبب للخفقان. وإذا كان الفحص طبيعياً، كثيراً ما يلجأ الطبيب المختص لتخطيط القلب الجهدي، أو لمراقبة التخطيط القلبي فترة من 24 إلى 72 ساعة (حتى يكشف نوع الخلل النظمي الذي يحدث أثناء النوبة)، وذلك بواسطة جهاز يدعى جهاز هولتر Holter monitor يثبت إلى صدر المريض، أو يستخدم الطبيب جهازاً يسجل حركة القلب الكهربائية عند حصول الخفقان Event recording. ولا بد من إجراء فحوص أخرى متممة، كصورة الصدر الشعاعية، وتصوير القلب بالصدى echocardiogram.
علاج حالات الخفقان
تعتمد المعالجة على سبب ونوع اضطراب النظم المسبب للخفقان، فإذا كان اضطراب النظم عبارة عن تأخر القلب عن بعض النبضات الطبيعية، ثم التعويض عنها بنبضات خارجة عن النظم (ما يدعى في الطب خوارج الانقباض)، وهو ما يحدث في شتى حالات الخفقان غير المرَضية (وبعض الحالات المرَضية)، فكثيراً ما يختار الطبيب لأن ينصح المريض بتجنب كل ما يدعوه للقلق والتحفز النفسي، ويأخذ حاجته من الراحة والنوم، وتخفيف المنبهات كالقهوة، ووقف التدخين إن كان مدخناً، وتفادي كل ما يبدو أن له علاقة بالتسبب بالخفقان في غذاء المريض أو أسلوب حياته أو الأدوية التي يستخدمها. وإذا كانت خوارج الانقباض كثيرة ومزعجة، فقد يختار الطبيب أن يصف للمصاب بعض المهدئات القلبية، أمثال حاصرات بيتا أو حاصرات قنوات الكالسيوم.
وإذا تبين من الفحوصات أن هناك أمراضاً جهازية وراء اضطراب النظم، كفقر الدم أو فرط نشاط الغدة الدرقية أو اضطراب شوارد الدم أو السكري، فسيحتاج الأمر لعلاج الحالة المرَضية المسببة للخفقان.
أما إذا تبين أن اضطراب النظم ناجم عن أحد أنواع الخلل الكهربائي القلبي الأكثر خطورة (كالرجفان الأذيني)، والتي يحدث معظمها لعلة في عضلة القلب أو دساماته أو شبكته العصبية، فلا بد من علاج اضطراب نظم القلب بالأدوية التي كثيراً ما تشمل مميعات الدم الواقية من تشكل الخثرات القلبية، أو بتعطيل البؤرة المسببة لاضطراب النظم بالقثطرة القلبية، إضافة لعلاج العلة القلبية الأصلية إن وجدت.
كلمة أخيرة
ننصحك باستشارة طبيب مختص بأمراض القلب في بلدك بأقرب فرصة ممكنة.
للمزيد من المعلومات حول مشكلتك ننصحك بتصفح موقع صحتك