الجماع المؤلم مع نزول الدم.. ما أهم الأسباب؟
لدي ألم أثناء الجماع ودم أحيانا، ذهبت للطبيبة وكشفت بالسونار وقالت كل شيء عادي، وهذا الشهر زيادة في الألم مع غياب الدورة وظهور نتوءات داخل المهبل، ما السبب؟
الأخت الفاضلة، الجماع المؤلم له أسباب، مثل التهاب المهبل أو عنق الرحم, والتشنج العضلي للمهبل, وتقرحات جدار المهبل أو عنق الرحم، ولا يمكن الجزم بسبب محدد إلا بعد أخذ تاريخ مَرَضي مفصل، وفحص الحوض والمهبل من الداخل. قد تدل هذه النتوءات التي ذكرتِها في استشارتك على وجود لحمية في عنق الرحم.
أسباب الجماع المؤلم
- عدم كفاية ترطيب المهبل
يكون الجماع المؤلم على الأغلب نتيجةً لعدم كفاية المداعبة السابقة للجماع، كما أن عدم كفاية الترطيب يعود لانخفاض مستويات الإستروجين بعد انقطاع الطمث، أو بعد الولادة، أو أثناء الرضاعة الطبيعية. وهناك أيضًا أدويةٌ محددةٌ معروفة بأنها تثبط الرغبة، أو الإثارة الجنسية، ما قد يحدّ من ترطيب المهبل، ويجعل ممارسة الجنس أمرًا مؤلمًا. وتتضمن هذه الأدوية مضادات الاكتئاب، وأدوية علاج ارتفاع ضغط الدم، والمهدئات، ومضادات الهيستامين، إضافةً إلى أنواع محددةٍ من حبوب منع الحمل.
- الإصابات أو الصدمات أو الالتهابات
يتضمن ذلك الإصابة أو الالتهاب الناجم عن حادثٍ ما، أو عن جراحة في الحوض، أو عن الختان (للإناث)، أو عن جرحٍ تم خلال الولادة لتوسيع قناة الولادة (شق العجان).
- الالتهاب أو العدوى أو اضطرابات الجلد
يمكن أن تسبب العدوى في منطقة الأعضاء التناسلية أو المسالك البولية الألم أثناء الجماع، كما يمكن أن تكون المشكلة هي وجود إكزيما، أو غير ذلك من الأمراض الجلدية في منطقة الأعضاء التناسلية.
- التشنج المهبلي
إن التشنجات غير الإرادية لعضلات جدار المهبل (التشنج المهبلي) يمكن أن يجعل محاولات الإيلاج مؤلمةً جدًا.
- التشوهات الخَلقية
يمكن أن تؤدي بعض العيوب الخلقية إلى آلام الجماع، ومن هذه العيوب عدم النمو الكامل للمهبل (عدم تكوّن المهبل)، أو نمو غشاءٍ يسدّ فتحة المهبل.
- أمراض وحالات محددة
تتضمن قائمة هذه الأمراض انتباذ بطانة الرحم، ومرض التهاب الحوض، وهبوط الرحم، والرحم المائل، والأورام الليفية الرحمية، والتهاب المثانة، ومتلازمة الأمعاء المتهيجة، والبواسير، إضافةً إلى تكيسات المبيض.
علاج الجماع المؤلم
- إذا كان الألم بسبب جفاف المهبل الناتج عن تناول بعض الأدوية، فإن تغيير هذه الأدوية التي يعرف أنها تسبب مشكلات الترطيب، قد يساعد أيضاً في القضاء على الأعراض لديك.
- بالنسبة لمعظم النساء بعد انقطاع الطمث، يعود الجماع المؤلم إلى غياب ترطيب المهبل، نتيجةً لانخفاض مستويات الإستروجين، وغالباً يمكن علاج هذه المشكلة من خلال وضع الإستروجين الموضعي مباشرةً على المهبل.
وقد أقرّت دائرة الغذاء والدواء الأميركية أخيراً دواء الأوسبيميفين (أوسفينا) لمعالجة الجماع المؤلم الخفيف إلى الحادّ، لدى النساء اللاتي يعانين من مشكلةٍ في ترطيب المهبل. ويؤثر الأوسبيميفين، مثل الإستروجين، على بطانة المهبل، ولكن لا يبدو أنّه يملك الآثار الضارة المحتملة للإستروجين على الثديين أو بطانة الرحم، وتشمل عيوب هذا الدواء ثمنه المرتفع، إضافةً إلى احتمال تسببه بهبّاتٍ ساخنة، فضلاً عن أنه ينطوي على خطر التسبب بالسكتة الدماغية والجلطات الدموية.
- علاجات للتوتر والانقباضات غير الإرادية الناتجة عن المخاوف، من خلال تمارين استرخاء المهبل، وتمارين قاع الحوض (تمارين كيجل)، أو غيرها من الأساليب للتخفيف من الألم أثناء الجماع.
- الاستشارة أو العلاج الجنسي، لأن استمرار الألم أثناء الجنس لفترةٍ طويلة يمكن أن يؤدي إلى استجابةٍ عاطفيةٍ سلبيةٍ تجاه التحفيز الجنسي حتّى بعد العلاج، ما يقلل الرغبة، ويؤثر على مستويات الإثارة، وبالطبع سيؤدي هذا أيضاً لعزوف زوجك عن الجنس.
كلمة أخيرة
في كل الأحوال؛ ننصحك بالتوجه إلى طبيبة اختصاص في النساء والتوليد من أجل الفحص السريري، ووصف العلاج المناسب حسب التشخيص، ودمت بخير.
للمزيد من المعلومات حول مشكلتك تصفح موقع صحتك