هناك جزء من الاندفاع، والتفكير الزائد، وتوتر العلاقات، مما يعد طبيعياً جداً في تلك السن الحرجة، والتي فيها تكون المشاعر وكأنها ملتهبة لا تتحمل الكثير من الاقتراب غير المريح، وكذلك الأفكار تكون في حالة حركة وترتيب، وتقييم مستمر، ومن المهم جداً فهم ذلك، واستيعابه.
أما إن كان ما يحدث من تصرفات - والتي كنت أتمنى أن تحدثينا عنها أكثر لنقترب من حقيقة ما يقلقك - يصل لدرجة التهور الجنسي مثلاً، أو الاندفاع في الاقتراب الشديد، ثم الابتعاد الشديد من نفس الشخصيات، أو تهور يؤذي سمعتك، أو جسدك، أو غيرها من التصرفات الخارجة عن نطاق المقبول في سن المراهقة المعروف؛ فالأمانة تقتضي مني أن أقولك لك أنه رغم أن سن السادسة عشر هذا سن مراهقة بجدارة، سواء اعترفت بذلك أم لا، إلا أنه كذلك سن حرجة جداً في حياة الإنسان نفسياً على المستوى الخاص بالمرض، وكثير من الاضطرابات النفسية واضطرابات الشخصية تظهر حول هذه السن؛ قبله قليلاً أو بعده.
قبل هذه السن تكون مشكلات وصعوبات الشخصية مدفونة بصبغة الطفولة، مما يجعلها صعبة الاكتشاف على المحيطين بالأبناء، ولا يراها إلا المتخصصون.
لذا أتمنى أن ترسلي لنا برسالة أكثر تفصيلاً عما يقلقك، وعن حياتك لنرى معك بشكل أوضح ما تمرين به، وهل هي أعراض مراهقة طبيعية أم أنها بدايات وجود اضطرابات نفسية، أو في الشخصية، ولو كنت بحاجة لتدخل علاجي، فإنه يكون أجدى وأكثر فعالية كلما بدأ في سن صغيرة.