14 مارس 2016
التربية القاسية تنتج شخصا متكيفا
السلام عليكم يا دكتور، أنا عندي 30 سنة متزوح ولدي طفل. مشكلتي أني بحس نفسي خجول شوية، ومعنديش طلاقة في الكلام، بقيت بتهته رغم إن ده مكنش بيحصل قبل كده من خمس سنين، وبلاحظ نفسي كويس جدا أمام الناس. تربيتي كانت صعبة، وفيها فترات قسوة، عايز أواجه الناس، أنا بخاف على شعورهم، وبخاف منهم أكتر من نفسي، ومش مريحني إني مبعرفش أجرح حتى إلّي يجرحني. عايز أزوّد الثقة، وعايز أطلب طلبات، واتعامل مع الناس بجرأة وبرود زي ما باشوف الناس الواثقة بتتعامل حتى لو طلب مشروع مش باعرف أطلبه بجرأة، ومعرفش أقول لأ لحد في معظم المواقف حتى لو مش موافق من جوايا، وألوم نفسي بعدها. فيه دوا معيّن أقدر استعمله يخلّصني من إلي أنا فيه، وميكونش له مضاعفات.
الأخ الكريم محمد؛
أهلا ومرحبا بك.. ونشكرك على ثقتك في موقع صحتك؛
يا ريت كان فيه دواء.. للأسف مافيش.
لكن خلينا نتفق إن شوفان المشكلة جزء كبير من حلها، ومن رسالتك يتضح فهمك لأبعاد المشكلة، فتربيتك القاسية أثرت عليك، وجعلتك تخاف من أي حاجة وأي حد، والقسوة والحرمان من احتياجاتك الأساسية جعلك تشعر أنك لا تستحق، الشعور بعدم الاستحقاق هذا هو ما تسميه أنت انعدام الثقة بالنفس.
دلوقت احنا النهاردة، وأنت راجل بالغ راشد ومسؤول، وعندك مخاوف، ومخاوفك مكبلاك، مش هاقولك اقهر مخاوفك، لكن هاقولك اعرف مخاوفك وأقبلها دلوقت، ومش معنى القبول إني بقولك وافق على هذه المخاوف، لكن اعرفها وافهمها لتتمكن من التعامل معاها.
تربيتك القاسية خلقت منك إنساناً متكيّفاً ومتأقلماً بدرجة مرضية، حيث أخفيت نفسك خلف قناع الشخص الذي لا يرفض للآخرين طلباً، والشخص الذي لا يعرف أن يقول لا، حتى وإن حمّل نفسه فوق طاقتها.
تربيتك القاسية جعلتك لا تقبل نفسك، ولا تصدق أنها تستحق، فاعتدت أن تشتري القبول من الآخرين بعرق جبينك، وعلى حسابك، لأنك بكل بساطة تخشى أن يرفضك من حولك.
فهل حقق لك هذا السعادة؟ للأسف لا، أنت ما زلت تعاني، ويبدو أنك لم تعد تتحمّل، فما الحل؟ الحل هو أن تتمتع بالشجاعة الكافية، وأن تقرر أن تقبل نفسك كما هي بدون شروط، اقبلها حتى لو لم توافق على بعض منها، اقبلها كما هي بفشلها وضعفها وخجلها وتأتأتها.
قبولك لنفسك كما هي سيحررك من الخوف من رفض الآخرين، وقبولك لنفسك كما هي سيعينك على أن تصدق أن نفسك تستحق، وهنا فقط ستتحرر من مخاوفك التي تكبّلك، وستستطيع أن تقول لا عندما تريد أن تقولها، وهو الذي سيجعلك تتمكن من أن تكون نفسك الحقيقية كما هي بدون تجميل، وليقبلك من يقبلك وليرفضك من يرفضك.
خلاصة القول: أدعوك أن تكون نفسك، ولا تفعل إلا ما تقتنع أنك تريد فعله، وقل "لا" عندما تريد أن تقولها، واغضب عندما يغتصب حقك أو عندما يؤذيك أحدهم، ولا تصطنع تسامحا ليس فيك، وعيش حياتك وأنت تمارس معنى أنك تستحق، وأن من حقك أن تطالب باحتياجاتك المادية والمعنوية.
اقرأ أيضا:
احتياجات الطفل.. الطريق إلى السواء النفسي
التدليل الزائد مسؤولية أبي .. فأين مسؤوليتي؟
يا ريت كان فيه دواء.. للأسف مافيش.
لكن خلينا نتفق إن شوفان المشكلة جزء كبير من حلها، ومن رسالتك يتضح فهمك لأبعاد المشكلة، فتربيتك القاسية أثرت عليك، وجعلتك تخاف من أي حاجة وأي حد، والقسوة والحرمان من احتياجاتك الأساسية جعلك تشعر أنك لا تستحق، الشعور بعدم الاستحقاق هذا هو ما تسميه أنت انعدام الثقة بالنفس.
دلوقت احنا النهاردة، وأنت راجل بالغ راشد ومسؤول، وعندك مخاوف، ومخاوفك مكبلاك، مش هاقولك اقهر مخاوفك، لكن هاقولك اعرف مخاوفك وأقبلها دلوقت، ومش معنى القبول إني بقولك وافق على هذه المخاوف، لكن اعرفها وافهمها لتتمكن من التعامل معاها.
تربيتك القاسية خلقت منك إنساناً متكيّفاً ومتأقلماً بدرجة مرضية، حيث أخفيت نفسك خلف قناع الشخص الذي لا يرفض للآخرين طلباً، والشخص الذي لا يعرف أن يقول لا، حتى وإن حمّل نفسه فوق طاقتها.
تربيتك القاسية جعلتك لا تقبل نفسك، ولا تصدق أنها تستحق، فاعتدت أن تشتري القبول من الآخرين بعرق جبينك، وعلى حسابك، لأنك بكل بساطة تخشى أن يرفضك من حولك.
فهل حقق لك هذا السعادة؟ للأسف لا، أنت ما زلت تعاني، ويبدو أنك لم تعد تتحمّل، فما الحل؟ الحل هو أن تتمتع بالشجاعة الكافية، وأن تقرر أن تقبل نفسك كما هي بدون شروط، اقبلها حتى لو لم توافق على بعض منها، اقبلها كما هي بفشلها وضعفها وخجلها وتأتأتها.
قبولك لنفسك كما هي سيحررك من الخوف من رفض الآخرين، وقبولك لنفسك كما هي سيعينك على أن تصدق أن نفسك تستحق، وهنا فقط ستتحرر من مخاوفك التي تكبّلك، وستستطيع أن تقول لا عندما تريد أن تقولها، وهو الذي سيجعلك تتمكن من أن تكون نفسك الحقيقية كما هي بدون تجميل، وليقبلك من يقبلك وليرفضك من يرفضك.
خلاصة القول: أدعوك أن تكون نفسك، ولا تفعل إلا ما تقتنع أنك تريد فعله، وقل "لا" عندما تريد أن تقولها، واغضب عندما يغتصب حقك أو عندما يؤذيك أحدهم، ولا تصطنع تسامحا ليس فيك، وعيش حياتك وأنت تمارس معنى أنك تستحق، وأن من حقك أن تطالب باحتياجاتك المادية والمعنوية.
اقرأ أيضا:
احتياجات الطفل.. الطريق إلى السواء النفسي
التدليل الزائد مسؤولية أبي .. فأين مسؤوليتي؟