01 يوليو 2016
الاكتئاب جعلني أعيش غريباً بين أهلي
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعاني من الاكتئاب الشديد، منذ حوالى 5 سنوات، راجعت أكثر من مختص وتناولت أنواع الأدوية ولحد الآن مستمر في العلاج، وأنا الآن أعاني الضياع وعدم الشعور بما حولي (لا عاطفة وأعيش غريباً بين أهلي والمجتمع)، الجنس شبه معدوم.
خوفي أن يكون هذا اختلالاً عقلياً.
الأخ علي؛
أهلاً وسهلاً بك أخي الكريم..
اطمئن تماماً على قدراتك العقلية من حيث بقاؤها وعدم زوالها لا قدر الله، أو غيابها، ولكن الاكتئاب مرض نفسي وجوده يكون كالمظلة الثقيلة الظل التي تتمكن ظلالها من الوصول لكل شبر في الإنسان، فهي بداية لها ثقل وهم بوجودها ووزنها على المستوى النفسي، ثم تنشر ظلالها على المشاعر فتجدها باهتة فارغة من الحماس والمبالاة.
فتجد نفسك لا تحزن على ما يحزن الناس، ولا تفرح لما يُفرح الناس، بل حتى على ما كان يفرحك أنت شخصياً في السابق، وتجعلك تستسخف بالمشاعر وتسخر من أي تعليقات من حولنا، وتفقد الحياة طعمها وقيمتها أصلاً، وتجعلك تتذوق الكآبة والتي هي أمر آخر شديد القرب من الحزن وإن اختلف عن الحزن.
تنشر الكآبة ظلالها على العقل وأفكاره، والقدرات العقلية كالحفظ، والاحتفاظ بالمعلومات بعد حفظها، والقدرة على استرجاع تلك المعلومات مرة أخرى عند الاحتياج، وهو ما يربكك ويجعلك تتصور أن قدراتك العقلية قد تذهب مثلاً، وبأنك لم تعد تتذكر، ولكن هي في الحقيقة مجرد ظل من ظلال الاكتئاب المعروفة جداً، وتسبب النسيان، وعدم القدرة على التركيز، وهكذا حتى تمتد للتصرفات الخارجية، فيحدث كسل كبير، وعدم الرغبة في فعل أي شيء للدرجة التي يصفها مرضى الاكتئاب بأنهم لا يرغبون حتى في القيام من السرير، أو حتى غسل الوجه، فتكون تلك الأفعال ثقيلة جداً وصعبة، ولا يرغب في القيام بها المريض أصلاً، وينسحب ذلك على الصلاة، والدعاء لله، والتحصيل الدراسي، والعمل، والعلاقات الاجتماعية.
والدراسات أثبتت أن الغريزة التي تتعلق بالجنس تتناسب فعلاً طردياً مع الاكتئاب، إلا في حالات هي القليلة والتي نجد فيها المصاب بالاكتئاب يرغب في الجنس بشكل أكبر مما كان عليه قبل المرض، ولكن هؤلاء يظلون الفئة الأقل، كذلك الرغبة في الطعام والنوم عند بعض المكتئبين تزداد جداً عن المعتاد لهم، وآخرون تقل عندهم رغبتا الطعام والنوم عما كان معتاداً فيعانون نقصاً في الوزن، وأرقاً، وصعوبة في الدخول في النوم، أو يستيقظون بانتباه واضح تقريباً كل ساعة، أو ساعتبن.
والأدوية لها مساحتان كبيرتان داخل جسم الإنسان، (أو هي مبنية في الأساس على أمرين) هما:
1- كيف تتحرك داخل الجسم، وكيف تمتص وأين تمتص ورحلتها حتى تخرج من الجسم.
2- كيف تؤثر في الجسم، وهذا خضع لدراسات كثيرة جداً، وجهد كبير جعل في النهاية العلماء يحددون المستقبلات العصبية في المخ، والتي حين تتأثر بالزيادة أو النقص لمواد معينة تعطي النتيجة المرجوة من العلاج، وأوجزت في شرح ذلك لتجد التفسير لما أنت عليه.
** عليك بعمل التالي:
أهلاً وسهلاً بك أخي الكريم..
اطمئن تماماً على قدراتك العقلية من حيث بقاؤها وعدم زوالها لا قدر الله، أو غيابها، ولكن الاكتئاب مرض نفسي وجوده يكون كالمظلة الثقيلة الظل التي تتمكن ظلالها من الوصول لكل شبر في الإنسان، فهي بداية لها ثقل وهم بوجودها ووزنها على المستوى النفسي، ثم تنشر ظلالها على المشاعر فتجدها باهتة فارغة من الحماس والمبالاة.
فتجد نفسك لا تحزن على ما يحزن الناس، ولا تفرح لما يُفرح الناس، بل حتى على ما كان يفرحك أنت شخصياً في السابق، وتجعلك تستسخف بالمشاعر وتسخر من أي تعليقات من حولنا، وتفقد الحياة طعمها وقيمتها أصلاً، وتجعلك تتذوق الكآبة والتي هي أمر آخر شديد القرب من الحزن وإن اختلف عن الحزن.
تنشر الكآبة ظلالها على العقل وأفكاره، والقدرات العقلية كالحفظ، والاحتفاظ بالمعلومات بعد حفظها، والقدرة على استرجاع تلك المعلومات مرة أخرى عند الاحتياج، وهو ما يربكك ويجعلك تتصور أن قدراتك العقلية قد تذهب مثلاً، وبأنك لم تعد تتذكر، ولكن هي في الحقيقة مجرد ظل من ظلال الاكتئاب المعروفة جداً، وتسبب النسيان، وعدم القدرة على التركيز، وهكذا حتى تمتد للتصرفات الخارجية، فيحدث كسل كبير، وعدم الرغبة في فعل أي شيء للدرجة التي يصفها مرضى الاكتئاب بأنهم لا يرغبون حتى في القيام من السرير، أو حتى غسل الوجه، فتكون تلك الأفعال ثقيلة جداً وصعبة، ولا يرغب في القيام بها المريض أصلاً، وينسحب ذلك على الصلاة، والدعاء لله، والتحصيل الدراسي، والعمل، والعلاقات الاجتماعية.
والدراسات أثبتت أن الغريزة التي تتعلق بالجنس تتناسب فعلاً طردياً مع الاكتئاب، إلا في حالات هي القليلة والتي نجد فيها المصاب بالاكتئاب يرغب في الجنس بشكل أكبر مما كان عليه قبل المرض، ولكن هؤلاء يظلون الفئة الأقل، كذلك الرغبة في الطعام والنوم عند بعض المكتئبين تزداد جداً عن المعتاد لهم، وآخرون تقل عندهم رغبتا الطعام والنوم عما كان معتاداً فيعانون نقصاً في الوزن، وأرقاً، وصعوبة في الدخول في النوم، أو يستيقظون بانتباه واضح تقريباً كل ساعة، أو ساعتبن.
والأدوية لها مساحتان كبيرتان داخل جسم الإنسان، (أو هي مبنية في الأساس على أمرين) هما:
1- كيف تتحرك داخل الجسم، وكيف تمتص وأين تمتص ورحلتها حتى تخرج من الجسم.
2- كيف تؤثر في الجسم، وهذا خضع لدراسات كثيرة جداً، وجهد كبير جعل في النهاية العلماء يحددون المستقبلات العصبية في المخ، والتي حين تتأثر بالزيادة أو النقص لمواد معينة تعطي النتيجة المرجوة من العلاج، وأوجزت في شرح ذلك لتجد التفسير لما أنت عليه.
** عليك بعمل التالي:
أولا- لا تترك علاجك، أو تعدل فيه، أو تستهتر بكمية الجرعة التي تم تحديدها من طبيبك تحت أي ظرف من الظروف إلا بإشراف الطبيب، وكذلك يمكن مراجعته، ومناقشته في كل ما يدور بداخلك في ما يؤرقك.
أخيراً، تبين أن العلاج على الرغم من الدراسة الخاصة بحركته، وتأثيره، له فروق فردية بين المرضى تجعل دواء ما، وجرعة منه تناسب شخصاً ما، ولا تناسب شخصاً آخر، بل قد تزيد من أعراض اكتئابه (على الرغم من أن المرض لدى الاثنين واحد وربما بنفس القوة)، فلا ضير من تحمل تغير الأدوية حتى يكتب الله لك الشفاء على أنواع وجرعات تريحك بإذن الله، فقط تحتاج لطبيب نفسي ماهر.
ثانيا- الأمر الآخر وهو بالمناسبة أراه في غاية الأهمية، ألا وهو خضوعك للعلاج المتكامل، والذي بدأ، منذ سنوات وسنوات فاتت، وأظهر علاجاً مضاعفاً للاكتئاب، بل وبعد القيام به يتمكن المريض في وقت ما مناسب له تحت إشراف طبيبه أن يتخلى عن الدواء، أو يقلل جرعته عن السابق بكثير، والعلاج المتكامل هو العلاج الذي يشمل الدواء، والعلاج المعرفي السلوكي، والعلاج النفسي.
عزيزي، عليك معرفة أن الاكتئاب مناخ تغذيته بجانب ما قد يرثه الشخص من جينات يعتمد على كثير من طرق التفكير الخاطئة، وكذلك أثبتت الدراسات أن البوح بآلامنا، وما نفكر فيه من أفكار مخزية، أو سلبية، أو غيرها يساهم في تقليل الاكتئاب لـ 60%.
لذا فالعلاج النفسي، وجلسات التفريغ النفسي في صورة مريض ومعالجه، أو في صورة مجموعة يتحقق فيها الإحساس بالأمان، وعدم الحكم والقبول بدون أي شرط كان لها فعل السحر في شفاء أوجاعنا النفسية، فعلاجك المتكامل هو مطلب أساسي، ورئيسي في خروجك من شرنقة الاكتئاب ثقيلة الظل، فلا تتثاقل في البحث عن العلاج النفسي الفردي، أو الجمعي وستجد تغييراً كبيراً بإذن الله وإن طال الوقت قليلاً، أو كثر وتعود لشخصيتك الحقيقية.
أرجو أن أكون أوضحت لك ما كنت تحتاجه، دمت بخير، وراحة بال، ورضا.