15 سبتمبر 2017
الأب غير الداعم.. غيابه قد يكون أفضل
السلام عليكم، شكرا لمساعدتي. أنا وطليقي منفصلان من خمس سنوات، وابني عمره 6 سنوات، وهو لا يعرف والده ولا يراه، وهذه الأيام بدأ يسأل: بابا فين، قلت مسافر، طب أكلمه، رديت معرفش نمرته، المشكلة إن أبوه متجوز، وعنده أولاد، وقد حاول الرجوع بعد زواجه، وقال لو أنا رفضت مش هشوفه تاني، ولا أملك القدرة على الاتصال بوالده، وأخاف أن أذل مقابل رؤيته ابنه، وأخاف أن يوافق يشوفه، وبعد ذلك يعلقه ويكسر قلب إبني، وخايفة أن يقول لا وخاصة أن أهله خايفين يشوف ابني، ويرجع لي. أنا مش عارفة أعمل إيه وعايزة أرد عليه رد ما يسألش تاني. الولد كان متخيل إن جده والده لغاية ما جده توفاه الله، وبدأت المشكله تظهر. شكرا
عزيزتي إيمان،
تحياتي وأشكرك على استشارتك.
بداية، أتفهم تماما صعوبة موقفك كأم تربي طفلها بدون أبيه.. بالتأكيد لا ننكر أن وجود الأب في حياة طفله هو أمر مطلوب. ولكن المهم هو أن يكون وجود الأب، وعلاقته بطفله علاقة سوية ومحبة وداعمة. ولكن إن لم يتواجد بهذا الشكل الصحي، فقد يكون وجوده أكثر ضرراً من تغيبه.
أنت أعلم مني بظروف حياتك بالطبع وتفاصيلها، فدعيني أوضح بعض الاقتراحات العامة لك، ولغيرك من الأمهات المنفصلات أيضا، ولك مطلق الحرية في أن توظفيها كما ترتأين:
أولاً: قرار الوالد بعدم التواجد مع ابنك ليس مشكلتك ولا مشكلة طفلك. هي مشكلة الأب وهو من عليه حلها. تستطيعين عرض الأمر على طليقك إما بشكل مباشر أو من خلال أحد أفراد عائلتك (إذا كنت تتوقعين منه ردودا غير مناسبة). إذا أراد رؤية طفله فهذا حقه وحق طفلك ولنفسح له المجال للتواجد في حياة ابنه. إذا رفض فهو أمر يخصه وهي مشكلته ولا يحرجك انت أمره في شيء.
ثانيا: إذا كانت لديك تخوفات من أن رجوعه لحياة ابنك سيجعل بينكما رابطا غير مريح، وقد يعني الضغط عليك للعودة إليه، فلنتفق يا صديقتي أنك إذا أردت غلق هذا الباب تماما ستستطيعين وستصله الرسالة واضحة، ولن يستطيع دفعك إلى ما لا تريدين. لهذا عليك مراجعة نفسك وأن تحددي موقفك منه بشكل واضح وصريح أمام نفسك. ويمكنك الاستعانة بعائلتك للمحافظة على الحدود الرسمية في علاقتكما أثناء زيارة ابنكما.
ثالثا: أتفهم بالطبع رغبتك في تجنيب طفلك ألم فقد أبيه.. أتفهم خوفك من أن يرفض الأب التعامل معه خاصة لو كان الاختفاء بعد أن يتعلق به ابنك. ولكننا في الحقيقة أمام فقد قائم بالفعل، الطفل يفتقد أبيه بالفعل، يسأل عنه بالفعل، يتساءل عن وجوده بالفعل.. وكما يحمل كلاً منا حقيبته من المشاعر المؤلمة في الحياة، فإن هذه هي حقيبة طفلك، وهذه هي تساؤلاته ومشاعره ولا يمكننا حمل هذه الحقيبة عن أطفالنا. هل يعني هذا أن الطفل لا يستطيع تخطي مشاعر فقد أحد أبويه؟ الإجابة هي أنه يمكنه تخطيها إذا كان الطرف الآخر موجودا ويقدم له حبا وقبولا وافيا وتشجيعا ودعما كافيا. تأكدي أن وجودك وعلاقتك به سيعينانه على احتمال الفقد وعلى التئام الجرح.
رابعا: كان من المفيد وجود من يمثل دور الرجل في عائلتك أمام طفلك (والدك رحمه الله). فحتى بعد وفاته، سيظل أثره معه. وإذا كان بإمكانك أن تسمحي لرجال ثقة في عائلتك مثل الخال أو غيره بالتواجد في حياته، سيكون هذا بديلا مناسبا إلى حد كبير في حالة غياب الأب. وحتى إن لم يوجد من يمكنه التواجد في حياة الطفل، فإن دورك يكفيه ما دمت واعية لاحتياجاته.
خامساً: يمكنك الترتيب لإعادة الأب في حياة ابنكما مع الاستعانة بأخصائي نفسي متخصص بالعلاج الأسري ليتابع معك أنسب الطرق للتعامل في هذه الحالة.
أدعو لك بالتوفيق وتيسير الحال.
تحياتي وأشكرك على استشارتك.
بداية، أتفهم تماما صعوبة موقفك كأم تربي طفلها بدون أبيه.. بالتأكيد لا ننكر أن وجود الأب في حياة طفله هو أمر مطلوب. ولكن المهم هو أن يكون وجود الأب، وعلاقته بطفله علاقة سوية ومحبة وداعمة. ولكن إن لم يتواجد بهذا الشكل الصحي، فقد يكون وجوده أكثر ضرراً من تغيبه.
أنت أعلم مني بظروف حياتك بالطبع وتفاصيلها، فدعيني أوضح بعض الاقتراحات العامة لك، ولغيرك من الأمهات المنفصلات أيضا، ولك مطلق الحرية في أن توظفيها كما ترتأين:
أولاً: قرار الوالد بعدم التواجد مع ابنك ليس مشكلتك ولا مشكلة طفلك. هي مشكلة الأب وهو من عليه حلها. تستطيعين عرض الأمر على طليقك إما بشكل مباشر أو من خلال أحد أفراد عائلتك (إذا كنت تتوقعين منه ردودا غير مناسبة). إذا أراد رؤية طفله فهذا حقه وحق طفلك ولنفسح له المجال للتواجد في حياة ابنه. إذا رفض فهو أمر يخصه وهي مشكلته ولا يحرجك انت أمره في شيء.
ثانيا: إذا كانت لديك تخوفات من أن رجوعه لحياة ابنك سيجعل بينكما رابطا غير مريح، وقد يعني الضغط عليك للعودة إليه، فلنتفق يا صديقتي أنك إذا أردت غلق هذا الباب تماما ستستطيعين وستصله الرسالة واضحة، ولن يستطيع دفعك إلى ما لا تريدين. لهذا عليك مراجعة نفسك وأن تحددي موقفك منه بشكل واضح وصريح أمام نفسك. ويمكنك الاستعانة بعائلتك للمحافظة على الحدود الرسمية في علاقتكما أثناء زيارة ابنكما.
ثالثا: أتفهم بالطبع رغبتك في تجنيب طفلك ألم فقد أبيه.. أتفهم خوفك من أن يرفض الأب التعامل معه خاصة لو كان الاختفاء بعد أن يتعلق به ابنك. ولكننا في الحقيقة أمام فقد قائم بالفعل، الطفل يفتقد أبيه بالفعل، يسأل عنه بالفعل، يتساءل عن وجوده بالفعل.. وكما يحمل كلاً منا حقيبته من المشاعر المؤلمة في الحياة، فإن هذه هي حقيبة طفلك، وهذه هي تساؤلاته ومشاعره ولا يمكننا حمل هذه الحقيبة عن أطفالنا. هل يعني هذا أن الطفل لا يستطيع تخطي مشاعر فقد أحد أبويه؟ الإجابة هي أنه يمكنه تخطيها إذا كان الطرف الآخر موجودا ويقدم له حبا وقبولا وافيا وتشجيعا ودعما كافيا. تأكدي أن وجودك وعلاقتك به سيعينانه على احتمال الفقد وعلى التئام الجرح.
رابعا: كان من المفيد وجود من يمثل دور الرجل في عائلتك أمام طفلك (والدك رحمه الله). فحتى بعد وفاته، سيظل أثره معه. وإذا كان بإمكانك أن تسمحي لرجال ثقة في عائلتك مثل الخال أو غيره بالتواجد في حياته، سيكون هذا بديلا مناسبا إلى حد كبير في حالة غياب الأب. وحتى إن لم يوجد من يمكنه التواجد في حياة الطفل، فإن دورك يكفيه ما دمت واعية لاحتياجاته.
خامساً: يمكنك الترتيب لإعادة الأب في حياة ابنكما مع الاستعانة بأخصائي نفسي متخصص بالعلاج الأسري ليتابع معك أنسب الطرق للتعامل في هذه الحالة.
أدعو لك بالتوفيق وتيسير الحال.