29 مايو 2019
ابنة الثالثة تقول "لا"
ابنتي الصغيرة.. عمرها ٣ سنوات ونصف.. هي الثانية في الترتيب بعد أختها الأكبر منها بسنة.. ابنتي عنيدة.. كثيراً ما تكون مطيعة وتستمع إلى الأوامر.. لكن أحيانا لا تطيع أبداً.. وإذا أرادت شيئا ولم ألبِّه ربما تبكي لمدة ساعة ولا تتعب، وأقول لا ألبي لها ما تريد لكي تعرف هذه الطريقة لا تنفع لكن في النهايه استسلم.. أحيانا ترفض الدخول للحمام أو الذهاب للحضانة أو تصمم على أخذ صحن من الأكل معها.. و اضطر في النهاية إلى ضربها بعد محاولات كثيره في الاقناع.. تستمع إلى كلام أبيها وجدتها لكن تعند معي أنا فقط.. أنا زوجة عاملة ولا أكون معاها طوال الوقت.. أتركها لفترات طويلة.. أعيش مع أهلي.. مع جدتها وخالاتها.. كيف أتعامل معها.. أحيانا أفقد السيطرة على أعصابي.
أهلا وسهلا بك يا سارة،
عمر الثالثة هو العمر الذي يبدأ فيه الطفل يشعر بأنه منفصل عن أمه، ويبدأ في التعبير عن وجوده، وإعلان رفضه هو أحد أهم مظاهر إعلان وجوده، وهذه مرحلة مهمة جداً في حياة الإنسان، ولا يعلم معظم البشر تلك الحقيقة.
اقــرأ أيضاً
لذا، نجد بوضوح أن هذا العمر هو العمر الذي يتذكر فيه الإنسان ما كان يحدث معه في حالتي الإساءة أو الدعم، ولكن إذا كان الألم النفسي كبيرا فإن الطفل يتخذ قرارا غير واعٍ بدفن "نفسه الحقيقية"، وأن يصبح الصورة التي ترضي عنه من يقومون برعايته، وكلما ظل على وضع الدفن النفسي هذا؛ ازدادت معاناته النفسية أكثر.
ويعود الطفل من جديد لقصة الاستقلال وإثبات وجوده في مرحلة المراهقة؛ وفي هذه المرحلة يمكن أن يتكرر ما حدث مسبقاً.. إما أن يتخلى عن وجوده لنفس سبب الطفولة، أو يتمرد تمرداً كبيراً لا يمكن الأهل من حل أزمته معهم ولا أزمتهم معه.
اقــرأ أيضاً
وحين نعود لابنتك ستجدين أنها تعند معك فقط لوجود التحدي الذي يطلب منها طول الوقت أن تدفن وجودها كما خلقها الله تعالى، وتتعايش برفق أكثر مع والدها وجدتها؛ لأنهما يقدمان لها القبول، لذا هي تحتاج منك القبول، والطفل ذكي جدا ولديه بوصلة لا تخيب تجاه من يقدم القبول والدعم والحب غير المشروط، ومن يقدمها مشروطاً أو تمثيلاً، فدعيها تكون كما خلقها الله يا سارة، وانظري فعلا هل ما يتم الشجار حوله يستحق أن تخسري علاقتك بها أم لا، ولتفكري في طريقة بديلة للتعامل معها في ما يستحق فعلا المراجعة؛ فاللعب على الكنب، أو اختيار الملابس، أو قبول نوع أو طريقة من الطعام، أو بعض الفوضى المشروعة لا تستحق خلق أزمة نفسية بينكما تسبب بداخلها ما لا تمحوه الأيام بسهولة، ولا يعني ذلك ألا نربي أبناءنا، ولكن كيف وبأي جرعة، وفي مناخ يتسم بالأمان والحب والثقة لدرجة مشبعة للطفل.
ولا أخفيك سراً أن الابنة الثانية المطيعة لك تحتاج أن تشعر بالأمان هي الأخرى لتكون كما هي دون أن تظل محبوسة في السياق الذي يؤمن لها القبول والرضا، وأحييك لاختلافك عن أمهات كثيرات لم تهتم بالسؤال أو المعرفة، أو حتى كيف تساعد نفسها في تغيير ما تراه غير جيد في سلوكها مع أولادها.
اقــرأ أيضاً
أنت تحتاجين أن تجيبي عن هذا السؤال المهم: "ماذا تفعلين بعد تجديد رؤيتك لبناتك حتى تتمكني من الحد من عصبيتك؟"؛ أولاً من المهم أن تستوعبي ما قلناه عن احتياجاتهم، وأن تدركي أنها هي نفس احتياجاتك، وأن تسمحي لنفسك بالحصول على هذه الاحتياجات، وأن تطلبيها من أهلك وزوجك، وأن تجعلي وقتاً لك فقط دون الأولاد أو أي مسؤوليات حتى لو كان وقتاً قليلاً ولكن باستمرار، وتواصلي مع زوجك ليساعدك في ذلك سواء مع البنتين أو معك أنت، واجعلي للرياضة والاسترخاء، واللعب والأصدقاء، والهوايات مكاناً في حياتك، فكل تلك الأشياء المهملة هي حقيقة الوقود الذي سيساعدك على القيام بمهام الزواج والأمومة.. دمت بخير.
عمر الثالثة هو العمر الذي يبدأ فيه الطفل يشعر بأنه منفصل عن أمه، ويبدأ في التعبير عن وجوده، وإعلان رفضه هو أحد أهم مظاهر إعلان وجوده، وهذه مرحلة مهمة جداً في حياة الإنسان، ولا يعلم معظم البشر تلك الحقيقة.
لذا، نجد بوضوح أن هذا العمر هو العمر الذي يتذكر فيه الإنسان ما كان يحدث معه في حالتي الإساءة أو الدعم، ولكن إذا كان الألم النفسي كبيرا فإن الطفل يتخذ قرارا غير واعٍ بدفن "نفسه الحقيقية"، وأن يصبح الصورة التي ترضي عنه من يقومون برعايته، وكلما ظل على وضع الدفن النفسي هذا؛ ازدادت معاناته النفسية أكثر.
ويعود الطفل من جديد لقصة الاستقلال وإثبات وجوده في مرحلة المراهقة؛ وفي هذه المرحلة يمكن أن يتكرر ما حدث مسبقاً.. إما أن يتخلى عن وجوده لنفس سبب الطفولة، أو يتمرد تمرداً كبيراً لا يمكن الأهل من حل أزمته معهم ولا أزمتهم معه.
وحين نعود لابنتك ستجدين أنها تعند معك فقط لوجود التحدي الذي يطلب منها طول الوقت أن تدفن وجودها كما خلقها الله تعالى، وتتعايش برفق أكثر مع والدها وجدتها؛ لأنهما يقدمان لها القبول، لذا هي تحتاج منك القبول، والطفل ذكي جدا ولديه بوصلة لا تخيب تجاه من يقدم القبول والدعم والحب غير المشروط، ومن يقدمها مشروطاً أو تمثيلاً، فدعيها تكون كما خلقها الله يا سارة، وانظري فعلا هل ما يتم الشجار حوله يستحق أن تخسري علاقتك بها أم لا، ولتفكري في طريقة بديلة للتعامل معها في ما يستحق فعلا المراجعة؛ فاللعب على الكنب، أو اختيار الملابس، أو قبول نوع أو طريقة من الطعام، أو بعض الفوضى المشروعة لا تستحق خلق أزمة نفسية بينكما تسبب بداخلها ما لا تمحوه الأيام بسهولة، ولا يعني ذلك ألا نربي أبناءنا، ولكن كيف وبأي جرعة، وفي مناخ يتسم بالأمان والحب والثقة لدرجة مشبعة للطفل.
ولا أخفيك سراً أن الابنة الثانية المطيعة لك تحتاج أن تشعر بالأمان هي الأخرى لتكون كما هي دون أن تظل محبوسة في السياق الذي يؤمن لها القبول والرضا، وأحييك لاختلافك عن أمهات كثيرات لم تهتم بالسؤال أو المعرفة، أو حتى كيف تساعد نفسها في تغيير ما تراه غير جيد في سلوكها مع أولادها.
أنت تحتاجين أن تجيبي عن هذا السؤال المهم: "ماذا تفعلين بعد تجديد رؤيتك لبناتك حتى تتمكني من الحد من عصبيتك؟"؛ أولاً من المهم أن تستوعبي ما قلناه عن احتياجاتهم، وأن تدركي أنها هي نفس احتياجاتك، وأن تسمحي لنفسك بالحصول على هذه الاحتياجات، وأن تطلبيها من أهلك وزوجك، وأن تجعلي وقتاً لك فقط دون الأولاد أو أي مسؤوليات حتى لو كان وقتاً قليلاً ولكن باستمرار، وتواصلي مع زوجك ليساعدك في ذلك سواء مع البنتين أو معك أنت، واجعلي للرياضة والاسترخاء، واللعب والأصدقاء، والهوايات مكاناً في حياتك، فكل تلك الأشياء المهملة هي حقيقة الوقود الذي سيساعدك على القيام بمهام الزواج والأمومة.. دمت بخير.