مش عارفة أحب بابا، كل ما يحاول يقرب مني أو يقولي انت ليه مش بتقوليلي بحبك زي ما تقولي لماما بقولها بس مش بقدر أحس بيها، أنا عارفة إن بابا أتغير وبقى بيحاول يقرب مننا بس متأخر؛ في مرة سألني انت عندك كام سنة أو في سنة كام، من صغري كنت بشوف بابا بيضرب ماما كتير جداً، ولما بقى بيسافر كتير فرحت برغم إنه بيسافر وبعد عننا حوالى 10 سنين بنشوفه مرة كل أسبوع أو أسبوعين، حاولت أحلها وقلت لماما قالت بس خلاص هو تغيّر
كثيرا ما تكون العيون التي نرى بها آباءنا في الحاضر هي عيون الطفل الذي تعرض للأذى والذي خاف والذي شعر بالتهديد في الماضي. عيون الطفل الملونة بالخوف والغضب تصبغ الواقع وتصبغ استقبالنا لآبائنا حتى بعد أن يتغيروا. وطفلتك الداخلية يا صديقتي نشأت وسط عنف أسري آذاها وأصبح ملاذها هو غياب أبيها عن البيت لفترة طويلة من الزمن اتقاءً لأذاه.
عزيزتي، أصدق احتياجك إليه برغم الأذى الذي تسبب فيه، وأنت بالفعل تستحقين علاقة محبة مع والدك على الرغم من الصعوبات التي تقف بينكما. يحاول والدك الآن الاقتراب ولكن طفلتك الداخلية تعلمت أن الأمان في الابتعاد عنه. تحاولين التقاط كلمة "بحبك"، ولكن طفلتك صامتة كاتمة لما يعتمل بداخلها.
كأن علاقتكما محبوسة في ذكرياتك عنه، وتحريرها يبدأ بالوعي بهذا المزيج الغاضب الخائف المحب، ثم قبوله كلية ثم التعبير عن هذه المشاعر لوالدك، والسماح بالتئام ما بينكما. وهذه سكة تعاف تحتاج إلى مساعدة من مختص نفسي ليساعدك على السير فيها وإزاحة العراقيل، والبحث لطفلتك عن نقاط للطمأنينة على الطريق، حتى تسترجعي صوتك للتعبير عن نفسك مع والدك بدون شعور بالذنب واللوم، وتجدي في نفسك القدرة على استرجاع الحب بينكما، واستقبال تغيير والدك وتجديد رؤيتك له. تمنياتي لك بكل الحب.