الأخ العزيز؛ ليس من الضروري أن ينشأ ألم الصدر دائما بسبب مرض في القلب، فهناك في الصدر عضلات وعظام ومفاصل وأوتار وألياف ورئتان وعروق، وهناك طرق لمرور الهواء إلى الرئتين ومرور الطعام إلى المعدة..
وأي من هذه الأعضاء قد ينشأ عنه مصدر للألم في منطقة الصدر، ولا تمكن معرفة مصدر الألم وأسبابه إلا بمعرفة صفات الألم وشدته والعوامل التي تؤدي إلى حدوثه، وتلك التي تؤدي إلى تحسنه وزواله.
كما يجب أن يعرف الطبيب قصة تطور هذه الحالة وهل هي جديدة أم قديمة مزمنة؟ وهل يأتي الألم مع النشاط والرياضة فقط؟ أم أنه يمكن أن يأتي حتى في حالة الهدوء أو النوم والراحة؟ وفي أغلب الأحيان إذا أردنا التحري عن حالة القلب، نحتاج إلى إجراء بعض التحاليل المخبرية، وتصوير الصدر وتخطيط القلب، وربما تصوير القلب بالإيكو أو إجراء تخطيط القلب أثناء الجهد.
وعلى كل حال، إذا كان القلب هو مصدر الألم الذي تشتكي منه، ففي الغالب يكون مع الألم أعراض وشكايات أخرى ترافقه، مثل الخفقان وضيق التنفس والوهن والتعرق وأحيانا الشعور بالضعف وبالدوخة والغثيان.. وإذا لم يكن هناك حالة قلبية ولادية (خَلْقية) قديمة، أو مرض في صمامات القلب، وإذا كان الشاب يستطيع ممارسة النشاط اليومي العادي دون صعوبة أو مشقة، فإن احتمال أن يكون سبب الألم هو وجود مرض في القلب، هو احتمال نادر الحدوث عند الشباب في هذا العمر.
وفي الأغلب، يكون سبب الألم عضليا أو عظميا، ولا تمكن معرفة السبب دون مراجعة طبيب.