15 نوفمبر 2017
أكره والديّ بشدة.. أنت بحاجة للمساعدة
ترددت فى إرسال السؤال أنا أكره والديّ بشدة، أبي لأنه عنيف جدا معى، وتسبب فى ايذائى بدنيا ونفسيا منذ صغري، وحتى بعدما كبرت، وأمي لأنها لم تدافع عني وتركتني له ليفعل بى ما يريد، مشكلتي أننى أكره الرجال لأني أراه فيهم، ولا أستطيع أن أقبلهم أو أتقبلهم، جسدي أشعر أنه ينزف منذ سنين طويلة، لا أعرف لماذا لم يوصِ الله الآباء مثلما أوصانا ببرّهم.. أنا كائن محطم
عزيزتي منة؛
احتياجنا إلى الوالد احتياج أصيل، لأنه أول آخر وأول رجل ورمز السلطة ومنفذ القانون ومشكّل الضمير، ومن المؤسف أن يكون هناك من الآباء من لا يدرك قدر هذه المهمة، ويضيف إلى الإهمال إساءة.
في كثير من الأحيان لا يكون الأذى متعمداً، ويكون سوء تصرف، وأحياناً سوء استقبال، لكن الأمر القاطع ألا يفترض لأطفالنا أن يفقدوا الأمان داخل المحضن، بيت الطفولة.
علاقتك بالرجال -الآخر- هي صورة من علاقتك بالأب، ولذا فاضطراب تصورك عن الرجولة مفهوم في ضوء العلاقة المضطربة مع الوالد، وجسدك في صورته النفسية ينزف بالفعل منذ سنين، لكن ليس عليك أن تحملي هذا الجرح بقية العمر، ولا أن تكتميه داخلك، وهو قابل للشفاء إن شاء الله.
ومن قال لك أن الله ﷻ لم يوص الآباء بالأبناء؟
لم يكثر الله من الوصية للآباء لأنهم مظنة الاهتمام، لكن حق الولد على أبيه يسبق حق الوالد على ولده، بل حق الولد على أبيه يسبق مجيء الولد أصلاً، والنبي ﷺ يقول: "كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يعول" يعني لا إثم أكبر من ذلك، ويقول: "أيما عبدٍ يسترعيه الله رعية ثم يموت يوم يموت وهو لها غاش إلا كانت الجنة عليه حرام".
رجائي منك ألا تتعجلي الخروج من أزمتك، وأن تتعاملي مع المشكلة كتقشير البصلة، انزعي قشرة تلو الأخرى؛ فالقشرة الأولى هي علاقتك مع ذاتك ونفسك وجسدك، والثانية هي إصلاح علاقتك مع صورة الوالد داخلك [نحن نحمل صورة والدية داخلنا، وهي خلاصة تجربتنا مع الوالد الفعلي]، والطبقة التالية هي إصلاح العلاقة مع قيمة السلطة [الله، القانون، رئيس العمل، الزوج]، والطبقة التالية هي إصلاح العلاقة مع الرجولة والتواصل مع الجزء الداخلي لديك الذي يتوق إلى عالم الرجال، ولكنه يحمل الكثير من الجرح والأذى والاستياء.
في الأغلب ستحتاجين لمساعدة متخصصة للخروج من هذه الطبقات، رافقك الله وأنار لك الطريق.
اقرئي أيضاً:
الآخر الذي بداخلك.. وقاية وعلاج
فيلم "سبليت".. حين يقسمنا الألم
هل تعاني من تبعات إساءات الطفولة؟
هل تريد أن تخسر ابنك؟.. عن الإساءة النفسية نتحدث
هل أنت غاضب من الله؟
إساءات الطفولة.. كيف يصبح الملاك وحشا؟
آثار إساءات الطفولة.. كيف نتجاوزها؟
والدي اعتدى علي.. وأمي لم تحمني
والدها متوف ولا تتذكر إلا قسوته
في كثير من الأحيان لا يكون الأذى متعمداً، ويكون سوء تصرف، وأحياناً سوء استقبال، لكن الأمر القاطع ألا يفترض لأطفالنا أن يفقدوا الأمان داخل المحضن، بيت الطفولة.
علاقتك بالرجال -الآخر- هي صورة من علاقتك بالأب، ولذا فاضطراب تصورك عن الرجولة مفهوم في ضوء العلاقة المضطربة مع الوالد، وجسدك في صورته النفسية ينزف بالفعل منذ سنين، لكن ليس عليك أن تحملي هذا الجرح بقية العمر، ولا أن تكتميه داخلك، وهو قابل للشفاء إن شاء الله.
ومن قال لك أن الله ﷻ لم يوص الآباء بالأبناء؟
لم يكثر الله من الوصية للآباء لأنهم مظنة الاهتمام، لكن حق الولد على أبيه يسبق حق الوالد على ولده، بل حق الولد على أبيه يسبق مجيء الولد أصلاً، والنبي ﷺ يقول: "كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يعول" يعني لا إثم أكبر من ذلك، ويقول: "أيما عبدٍ يسترعيه الله رعية ثم يموت يوم يموت وهو لها غاش إلا كانت الجنة عليه حرام".
رجائي منك ألا تتعجلي الخروج من أزمتك، وأن تتعاملي مع المشكلة كتقشير البصلة، انزعي قشرة تلو الأخرى؛ فالقشرة الأولى هي علاقتك مع ذاتك ونفسك وجسدك، والثانية هي إصلاح علاقتك مع صورة الوالد داخلك [نحن نحمل صورة والدية داخلنا، وهي خلاصة تجربتنا مع الوالد الفعلي]، والطبقة التالية هي إصلاح العلاقة مع قيمة السلطة [الله، القانون، رئيس العمل، الزوج]، والطبقة التالية هي إصلاح العلاقة مع الرجولة والتواصل مع الجزء الداخلي لديك الذي يتوق إلى عالم الرجال، ولكنه يحمل الكثير من الجرح والأذى والاستياء.
في الأغلب ستحتاجين لمساعدة متخصصة للخروج من هذه الطبقات، رافقك الله وأنار لك الطريق.
اقرئي أيضاً:
الآخر الذي بداخلك.. وقاية وعلاج
فيلم "سبليت".. حين يقسمنا الألم
هل تعاني من تبعات إساءات الطفولة؟
هل تريد أن تخسر ابنك؟.. عن الإساءة النفسية نتحدث
هل أنت غاضب من الله؟
إساءات الطفولة.. كيف يصبح الملاك وحشا؟
آثار إساءات الطفولة.. كيف نتجاوزها؟
والدي اعتدى علي.. وأمي لم تحمني
والدها متوف ولا تتذكر إلا قسوته