21 فبراير 2017
أعيش في عالم من الخيال.. خائف من تأثيراته
السلام عليكم خالص التحيات والتقدير لسيادتكم.. وبعد منذ حوالي سنتين، وأنا أعيش كل يوم تقريبا قبل النوم، في عالم من الخيال، أشعر بوجوده و كأنه حقيقي، أتخيل أني مع زوجتي واولادي، أرسم عالما في الخيال، كما أريده أنا، بل أحيانا أتحدث مع زوجتي (في الخيال)، وأرسم مواقف معينة (حزن أو سعادة ) وأتفاعل معها، وأرسم ردود فعلها، حتى في بعض الأحيان أتخيل أني هي، وأخاطب نفسي، أشعر براحة ومتعة لا توصف، أحتضن الوسادة علي أنها زوجتي، أو أطفالي، وأشعر بسعادة لا توصف هل أنا في حالة خطرة؟ هل سيؤثر ذلك علي مستقبل الحياة الزوجية؟ أحيانا أوبخ نفسي، وأعزم على ألا أعود، ولكن محاولاتي كلها فاشلة، أصبحت جزءا من حياتي
أخي العزيز خالد؛
أشكرك على سؤالك وعلى ثقتك بنا..
يوجد لدى أي إنسان طبيعي ما يسمى بالوسائل الدفاعية النفسية، وهي بعض الطرق التي أنعم الله بها علينا لكي نتحمل ضغوط الحياة، ونستطيع أن نتعامل مع التوتر والقلق والخوف والشعور بالذنب والألم النفسي، وهي بمثابة جهاز المناعة (النفسي) الذي يحمينا من كثير وكثير من الصعوبات.
من أمثلة هذه الوسائل ما يسمى (بالإنكار) أي تجاهل بعض الحقائق المؤلمة في بعض الأوقات، ومن أمثلتها (الجسدنة) أي تعبير الجسد عن الآلام النفسية في صورة جسمانية، والإسقاط والتقمص وغيرها وغيرها.
ما تصفه هو إحدى تلك الوسائل الدفاعية، واسمه الخيال الفصامي Schizoid Fantasy، أي الانفصال عن الواقع والعيش في حالة من الخيال، ويرجع غالباً إلى بعض الصعوبات/المسؤوليات التي لا يستطيع صاحبها مواجهتها، فيلجأ - بعقله الباطن - إلى تلك الوسيلة لتخفيف أثر ذلك الواقع عليه.
لكن يجب أن تعلم يا صديقي أن الأمر إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده، كذلك الوسائل الدفاعية النفسية لو زاد استخدامها عن الحد الطبيعي فقد يتسبب ذلك في حدوث اضطرابات نفسية تحتاج للتوقف عندها والتعامل العلاجي معها. كذلك عدم أو قلة استخدامها يعني أيضاً اضطراباً نفسياً.
أنت تنفصل عن الواقع وتهرب إلى الخيال بشكل زائد يا صديقي، لدرجة أنك صنعت لك عالماً خاصاً به أناس وتفاعلات وحوارات وردود أفعال. ومشكلة ذلك أنه سيتسبب شيئاً فشيئاً (إن لم يكن حدث ذلك بالفعل) في بعدك عمن حولك، وانعزالك عنهم، وربما تفكك أواصر الصلة معهم.. أستطيع أن أتفهم وأقدر الظروف والضغوط التي ربما تكون دفعتك إلى هذا، لكن تأثيره عليك وعلى عائلتك أكبر وأشد أذى وضرراً مما تتصور..
صديقي العزيز.. أنصحك بمحاولة السيطرة على تلك النزعات التى تأخذك من على أرض الواقع وتسرح بك في عالم الخيال، أنصحك أيضاً بكثرة الحديث والتواصل والخروج والتفاعل مع أهلك وعائلتك، وأطلب منك أخيراً أن تسألهم عن تأثير ذلك عليهم، حتى تعلم وتدرك أهمية تواجدك نفسياً (وليس جسدياً فقط) معهم.
وبالطبع، في حالة استمرار ذلك وعدم قدرتك على تغييره بمفردتك.. وانسحابك الشديد خارج الواقع والحقيقة، يجب عليك التوجه إلى طبيب نفسي يقدم لك مساعدة أكثر احترافية.
يوجد لدى أي إنسان طبيعي ما يسمى بالوسائل الدفاعية النفسية، وهي بعض الطرق التي أنعم الله بها علينا لكي نتحمل ضغوط الحياة، ونستطيع أن نتعامل مع التوتر والقلق والخوف والشعور بالذنب والألم النفسي، وهي بمثابة جهاز المناعة (النفسي) الذي يحمينا من كثير وكثير من الصعوبات.
من أمثلة هذه الوسائل ما يسمى (بالإنكار) أي تجاهل بعض الحقائق المؤلمة في بعض الأوقات، ومن أمثلتها (الجسدنة) أي تعبير الجسد عن الآلام النفسية في صورة جسمانية، والإسقاط والتقمص وغيرها وغيرها.
ما تصفه هو إحدى تلك الوسائل الدفاعية، واسمه الخيال الفصامي Schizoid Fantasy، أي الانفصال عن الواقع والعيش في حالة من الخيال، ويرجع غالباً إلى بعض الصعوبات/المسؤوليات التي لا يستطيع صاحبها مواجهتها، فيلجأ - بعقله الباطن - إلى تلك الوسيلة لتخفيف أثر ذلك الواقع عليه.
لكن يجب أن تعلم يا صديقي أن الأمر إذا زاد عن حده انقلب إلى ضده، كذلك الوسائل الدفاعية النفسية لو زاد استخدامها عن الحد الطبيعي فقد يتسبب ذلك في حدوث اضطرابات نفسية تحتاج للتوقف عندها والتعامل العلاجي معها. كذلك عدم أو قلة استخدامها يعني أيضاً اضطراباً نفسياً.
أنت تنفصل عن الواقع وتهرب إلى الخيال بشكل زائد يا صديقي، لدرجة أنك صنعت لك عالماً خاصاً به أناس وتفاعلات وحوارات وردود أفعال. ومشكلة ذلك أنه سيتسبب شيئاً فشيئاً (إن لم يكن حدث ذلك بالفعل) في بعدك عمن حولك، وانعزالك عنهم، وربما تفكك أواصر الصلة معهم.. أستطيع أن أتفهم وأقدر الظروف والضغوط التي ربما تكون دفعتك إلى هذا، لكن تأثيره عليك وعلى عائلتك أكبر وأشد أذى وضرراً مما تتصور..
صديقي العزيز.. أنصحك بمحاولة السيطرة على تلك النزعات التى تأخذك من على أرض الواقع وتسرح بك في عالم الخيال، أنصحك أيضاً بكثرة الحديث والتواصل والخروج والتفاعل مع أهلك وعائلتك، وأطلب منك أخيراً أن تسألهم عن تأثير ذلك عليهم، حتى تعلم وتدرك أهمية تواجدك نفسياً (وليس جسدياً فقط) معهم.
وبالطبع، في حالة استمرار ذلك وعدم قدرتك على تغييره بمفردتك.. وانسحابك الشديد خارج الواقع والحقيقة، يجب عليك التوجه إلى طبيب نفسي يقدم لك مساعدة أكثر احترافية.
دعواتي بالتوفيق
