صحــــتك
04 سبتمبر 2024

أعاني من الوساوس الدينية التي تعاكس قيم الدين الأسلام فما الحل؟

أعاني من مشكلة منذ ثلاث سنوات، المشكلة أني أتأثر بالكلام الذي لا أريده بشكل قهري وليس من رغباتي، فمثلا عندما أقرأ القرآن وتمر علي قصص الكفار أشعر أني أؤيدهم بسهولة وبسرعة بينما قصص المؤمنين أشعر أني أعارضهم، لكن هذا الأمر يزعجني، وأيضاً باعتقاداتي أتأثر بكلام المخالفين لمعتقداتي قهرا، فإما أن أحاول مجاهدتها والدخول بصراع معها واستجواب الأسئلة التي تصدر داخلي، أو أتهرب منها للواقع، لكن عند الرجوع لنفس الموقف ترجع لي ثانية، كيف أحل هذا الموقف لأنه أتعبني ويجلب لي الحزن وأحياناً يدمر نفسيتي؟

عزيزتي؛ الوساوس الدينية والأفكار المشابهة هي حالة معروفة يعاني منها الكثير. لكن، أسعدني كثيراً أن لديك ملاحظة جيدة لما تشعرينه، بل وتهتمين بتعهده ليكون أفضل، فكثير من الناس لا يلاحظون ما يمرون به من الأساس لفترات من أعمارهم ليست بالقليلة، وكذلك رأيت  الكثير ممن لاحظ أو ساعده شخص في ملاحظة شيء ما عنده، ولكنه اختار اختيارات أخرى غير علاج ما يلاحظه ويزعجه، أو يزعج من حوله بسببه.

الوساوس الدينية.. ما أصلها؟

دعيني أولاً أوضح لكِ حقيقة معاناتك تلك؛ فهي تبدو من الخارج أنها تتعلق بتأثرك بكلام من حولك، أو بما قد تقرئين، أو معاكس لما تعتقدين ممن يخالفونك، ولكن حقيقة الأمر يتعلق بأمور كثيرة جداً تجعل ما تمرين به يحدث معك وتتصورين أنه “تأثر بأشكال متعددة”، فمثلاً حين لا نصدق في أنفسنا ونثق فيها، أو حين نرفض التعلم بطريقة التجربة والخطأ والبحث، أو حين نتعامل مع أنفسنا والغير والحياة بمثالية، أو حين نصدق أن الخير والشر منفصلان تماماً رغم أنهما متعانقين وعناقهما موجود داخل الحياة والتصرف التي تصدر من الناس، والناس أنفسهم ونحن وبداخلنا؛ كأن يكون لدينا الحياة والناس ونحن إما/أو؛ فإما طيبون أو أشرار، ومثلاً أنا جيدة أو سيئة، أنا مؤدبة أو وقحة، وهكذا.

 

أو حين تتراكم بداخلنا آثار للتشكيك في قدراتنا، أو قيمتنا، أو خطواتنا في الحياة، أو حين يكون بداخلنا خواء لا يملؤه سوى الملل، والصمت، واجترار الأفكار، فلا أنشطة، ولا علاقات مُشّْبَّعة، ولا أحلام مستقبلية ... إلخ، وحين لا نتواصل بصدق مع مشاعرنا كما هي  ونستقبلها بفضول لنستكشفها أكثر، وكذلك أفكارنا ونتعهدها بفضول ودون حكم؛ يحدث  عدم الاستقرار  هذا، ويظهر في أمور شتى كما يظهر لك في وجهات نظر ومعتقدات، وأحياناً يكون جميع ما ذكرت معاً لدى أشخاص.

الوساوس الدينية والبحث عن الهوية

نفور بما يكون ملمحًا من ملامح هذه المرحلة العمرية التي تمرين بها، حيث يبحث الإنسان عن نفسه وهويته، وربما تكون القصة قصة بعض من الوساوس والتي تجعلك تذهبين وتجيئين في فكرة “أنا لا أستقر على حال”، وليس الموضوع الخاص باختلاف وجهات النظر. ولأن الاحتمالات كثيرة، فأقترح عليك أن توجهي نظرك لما ذكرته، وقد يسبب ما يزعجك الآن بصدق، وقرب خال من الحُكْم على نفسك، أو من حولك؛ لتتمكني من مراجعة بعض ما تجدينه لديكِ منها، أو ما قد تكتشفينه  بنفسك، وإذا صَعُبَ عليك ذلك، فلا تبخلي على نفسك بمتابعتنا هنا، أو التواصل مع متخصص يساعدك في معرفة حقيقة ما تمرين بيه من خلال واقعك ونشأتك، وتجاربك في مناخ آمن، ودمتِ بخير.

آخر تعديل بتاريخ
04 سبتمبر 2024
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.