أعاني من الصداع الشديد والقيء خلال فترة الحيض
السيدة أسماء المحترمة؛
لقد استلمت الشكاية الصحية المرسلة إلى موقعنا (موقع صحتك)، وسأجيب على ما ورد فيها، مع الشكر لتعاملك مع موقعنا.
وأود أن أوضح لك أن آلام الحيض (الطمث) أو الآلام المرافقة له، تعتبر من الشكايات الشائعة جدا عند السيدات في سن النشاط التناسلي، وأكثر من 50 في المائة من السيدات في مرحلة الطمث، يعانين من آلام الحيض والأعراض المرافقة له، خاصة في اليومين الأول والثاني من حدوث الطمث.
وتعزى أسباب الألم المرافق للحيض إلى التغير الصريح والواضح في توازن هرموني الاستروجين والبروجسترون على مدى الدورة الطمثية، وتأثير هذين الهرمونين على كامل أعضاء الجسم، مسببة أعراضا لا متناهية تشكو منها السيدات، كل سيدة حسب طبيعة جسمها وتوازن هرموناتها.
وكذلك ارتفاع مستوى البروستاغلاندينات في بطانة الرحم، أثناء الطمث، مسببة انسلاخ بطانة الرحم وظهور الدم، ومترافقة بآلام حوضية شديدة، مع شكايات أخرى متفرقة، ما تلبث أن تتناقص مع مرور اليومين الأولين للطمث.
وتشكو السيدات من أعراض لا متناهية ترافق الطمث، منها:
1- التغيرات الجسدية
ومنها زيادة وزن واحتباس سوائل واحتقان حوضي ووذمة أو تورم بالأطراف السفلية والعلوية أحيانا، وآلام وتشنجات عضلية عامة، والإحساس بالتنميل في الأطراف العلوية والسفلية، والشعور بالتعب بشكل عام، وعدم الرغبة بالخروج للعمل، وآلام حوضية، وآلام بالثديين وعدم القدرة على لمسهما لاحتقانهما الشديد واحتباس السوائل فيهما، وتغيرات بالجلد، وظهور البثور وحبوب في الوجه واحمراره أو شحوبه، وتغيرات في حرارة الجسم سواء بالارتفاع أو الانخفاض.
2- التغيرات الحشوية.. إذ يتناوب الإسهال والإمساك في إصابة الكثير من النساء خلال هذه الفترة.
3- الصداع.. ويتدرج بين الخفيف والمتوسط إلى الشديد.
4- الإقياء.. وقد يترافق مع التجفاف بالحالات الشديدة وهبوط ضغط الدم، وتحتاج السيدة لتعويض السوائل ورفع ضغط الدم لتجنب الإغماء.
5- التغيرات النفسية
يعتقد أن تغير مستوى السيروتنين (ناقل عصبي) يلعب دورا كبيرا في حدوث الاضطرابات النفسية مثل الإجهاد والتعب والهمود النفسي واضطرابات النوم، وتتأرجح بين الأرق والقلق والخوف وعدم الإحساس بالطمأنينة والاسترخاء، وعدم القدرة على العمل وتقبل الواقع والأشخاص المحيطين والهياج أو الهمود وفقدان التوازن وعدم السيطرة على المشاعر أو الحساسية الزائدة أو اللامبالاة.
وبالنسبة لك سيدة أسماء، فأنت، وبحسب سؤالك، تعانين من ثلاثة أعراض واضحة وهي الصداع والقيء والتنميل أو الإحساس بتخدير بالأطراف العلوية والسفلية معا.
ويمكنني نصيحتك ببعض الطرق والسبل للتخلص من مشكلتك، وأتمنى ألا تنسي أن الاستشارة لإعطاء الخطوط العريضة للحالة الموصوفة وإرشاد المريض للسبل المناسبة لإيجاد حل لمشكلته الصحية، والاستشارة لا تغني أبدا عن زيارة الطبيب المختص في بلدك.
ونصيحتي لك تتلخص فيما يلي:
- بالنسبة للصداع، يتوجب علي سؤالك..
هل هذا الصداع يترافق فقط مع الطمث أم أنه صداع دائم ويزداد بوجود الطمث؟
هل عانيت من الصداع قبل مرحلة البلوغ؟
هل هناك أفراد آخرون في العائلة يعانون من الصداع (الصداع النصفي أو ما يسمى الشقيقة)؟
إن كانت إجابتك بالنفي يفضل استخدام مسكنات الألم، ويفضل بدء استخدامها قبل بدء الطمث بيوم أو يومين، مثل البانادول أو الباراسيتامول ومضادات البروستاغلاندينات أو البروفين ومركبات الديكلوفيناك، ويفضل شرب الدواء بعد الطعام خوفا من تهيج المعدة.
وإن كان ردك بالإيجاب بوجود قصة عائلية للصداع النصفي أو الشقيقة، يفضل استشارة طبيب الأمراض العصبية لاستكمال الاستقصاءات.
ويجدر التنويه إلى أن الصداع يترافق مع فقر الدم الناجم عن فقدان الدم أثناء الطمث أو بسبب قصر البصر، وهنا تجب استشارة طبيب العيون وطبيب أمراض الدم.
- بالنسبة للقيء أو الإقياء المرافق للطمث، فهو عرض مهم وتعاني منه الكثير من السيدات، ولتجنبه وعلاجه ينصح باستخدام مضادات الإقياء قبل بدء الطمث بيوم أو يومين، وهناك الكثير من المستحضرات الصيدلانية التي تعالج هذا العرض، خاصة ميتوكلوبراميد، الذي يعطى حبة يوميا على الريق ويدوم تأثير الدواء 24 ساعة.
* بالنسبة لتنميل الأطراف وحس الخدر الذي تعانين منه، سبق أن شرحت لك أن الاضطراب الهرموني يزيد احتباس السوائل ويسبب وذمة تضغط على الأوعية والأعصاب، مسببة الإحساس بالثقل والخدر والتنميل، ونصيحتي لك هي:
- إيقاف تناول الأبيضين أي الملح والسكر معا فورا.
- عدم تناول المكسرات المالحة والأطعمة الجاهزة والشيبس والمخللات والمعلبات والطعام المقدد المحفوظ، والتخفيف قدر الإمكان من تناول الوجبات المشبعة بالدهون، والاستعاضة عنها بتناول وجبات صحية قليلة الدهون، مضافا إليها الكثير من الخضروات والأوراق الخضراء والحبوب والقمح الكامل.
- تخفيف تناول الكافئين (القهوة والشاي) والاستعاضة عنها بالعصائر الطبيعية والمشروبات الصحية الساخنة كالقرفة والزنجبيل والليمون الدافئ مع العسل.
- ممارسة الرياضة، ويفضل رياضة المشي أو اليوغا، فهي تقلل من التوتر وترفع المزاج وتعطي شعورا بالثقة وتحسن الدورة الدموية.
- ويمكنك سيدتي الاستعانة بحمام دافئ، بهدف إرخاء عضلات الجسم وشد المرافق.
وينصح بتناول فيتامين B6، وفيتامين E، وجرعة كالسيوم وجرعة مغنزيوم.. وقد تجدين في الصيدليات العديد من المستحضرات الصيدلانية التي تحوي كل هذه الفيتامينات بكبسولة واحدة كعلاج يومي، وننصحك باستشارة طبيبك في جرعات تناولها.
ونتمنى لك السلامة والعافية.