أعاني الوحدة وأؤذي نفسي
أشكرك لسؤالك وأتعاطف جداً معك..
يبدو أن الظروف الصعبة التي مررت بها قد أثرت سلباً على صحتك النفسية..
تبدأ الحكاية دائماً بظروف صعبة قاسية نتعرض لها في طفولتنا، مع بعض الاستعداد الجيني والوراثي والعوامل البيئية.. تصلنا رسائل نفسية ممن حولنا أننا غير مقبولين.. غير مهمين.. ليس لنا قيمة.. وجودنا غير مرئي وغير مقدر وغير مرغوب فيه أحياناً.. نصدق هذه الرسائل ويصيبنا ما يصيبنا من الأمراض والأعراض النفسية..
في حالتك.. وصل الأمر إلى ما هو أصعب.. فلم يقف الأمر عند استقبال الأذى ممن حولك من الناس أو الظروف.. بل وصل أنك شخصياً بدأت في تنفيذ ذلك بنفسك بدلاً منهم.. وكأنك تنتقمين من نفسك بعذابها وجرحها وإيذائها.. أو تنتقمين منهم من خلال نفسك بنفس الطريقة.. دائرة مفرغة من الوجع والألم.. لا خاسر فيها سواك..
ليس هذا فقط.. بل إن الأمر تحول عندك إلى ما يشبه التكرار القهري.. الذي تصفينه بأنه قد أصبح عادة لا تستطيعين التخلص منها.. وهو ما يحمل خطورة شديدة للغاية..
أقدر جداً مدى التشوه الذي حدث في تكوينك النفسي.. وأقدر جداً معاناتك وآلامك.. لكنني لا أود أن يكون ذلك دافعاً ومبرراً لأذى نفسك مهما حدث..
تحتاجين أن تقبلي ما حدث لك يا نهى، لأنه قد حدث بالفعل، ولا مجال لإعادة الزمن ومحوه منه.. تحتاجين أيضاً أن تقبلي نفسك وتحبيها وتهتمي بها وتعاملينها معاملة طيبة.. وأحد أوجه هذا كله حالياً هو أن تبدأي علاجاً نفسياً جاداً..
حالتك تستدعي تدخلاً علاجياً فورياً يا نهى.. سيكون جزءاً منه علاج دوائي، وجزء آخر علاج نفسي.. أنصحك بالبدء فى ذلك الآن وفوراً.. وأثق في أنك ستبلين بلاءً حسناً، وتتغيرين إلى الأفضل بمشيئة الله.
اقرأي أيضا:
العلاج الجدلي السلوكي.. لملم أجزاء نفسك
اضطراب الشخصية الحدية .. نظرة من الواقع العربي
الشخصية الحديّة .. كره الذات وإيذاء النفس
استشارات ذات صلة:
تشويه نفسي منظّم في الصغر.. وجودك مسؤوليتك
حزن واكتئاب وعزلة
الاكتئاب جعلني أعيش غريباً بين أهلي