أعاني آثار التحرش رغم مرور السنوات وزواجي
تعرضت وأنا عمري 10 سنوات لتحرش من قبل أحد أقربائي بشكل متكرر ولم أفصح ليومنا هذا عن ذلك، وذلك سبب لي عقدة من الموضوع ولست قادرة على التخلص من تأثيراته رغم زواجي ووجود أطفالي.. فما العمل؟
نعم يا صديقتي تلك الخبرة الصعبة خاصة مع تكرارها وكذلك عدم الإفصاح عنها ومع أحد الأقرباء الذين سترينهم في حياتك بشكل ما على مدار العمر كانت عوامل نعدها مع تجربة التحرش من العوامل التي تجعل التأثير أكبر عن نفسية الفتاة عما إذا تلك التجربة لم تكن فيها تلك العوامل موجودة سواء وحدها أو معا، فالفتاة التي تم التحرش بها مرة لن يكون التأثير الداخلي عليها كالتي تم التحرش بها كثيراً، والفتاة التي تعرضت لتحرش من شخص غير معروف لها ليست كالشخص القريب، والفتاة التي تمكنت من البوح عما حدث وأخذ أهلها لها حقها غير التي باحت ولم تأخذ حقها، أو باحت فقط ، وهكذا.
لكن، كذلك تركيبة الفتاة نفسها تكون عنصراً هاماً في عنق الأثر ، والحمد لله أنك تخطيت ولو بشكل ما قصة الزواج والإنجاب وهذا دليل ولو ظاهري أنك لست من النوع الذي لا يتمكن من اتخاذ تلك الخطوات، وكنت أتمنى أن تحدثيني أكثر عن تأثرك هذا، وكيف تجدين هذا التأثر في مشاعرك، وتصرفاتك، أو طريقة تفكيرك، حتى أتمكن من مساعدتك بشكل أكثر قرباً من واقعك، ولكن على أية حال إن كان تأثرك ليس عميقا، فأنت الآن لست الطفلة الصغيرة التي لا تتمكن من البوح، أو الدفاع عن نفسها، أو المواجهة.
فأقترح عليك أمراً قد يساعدك في التخلص من تلك الآثار وهو أن تواجهي هذا الشخص بما حدث منه، وأن تبوحي له بغضبك، أو ما كنت تشعرين به وقتها، وما تشعرين به الآن حين تتذكرين ما حدث أو ترينه من موطن قوة وليس ضعف أو رجاء، ويمكنك أن تطلبي منه ما تشعرين بأنك تحتاجين أن يقوم به حتى ولو كان ألا يأتي في مكان يعلم أنك ستكونين فيه!، وإن لم تتمكني من ذلك يمكنك تخيل هذا الحوار بكل تفاصيله لدرجة أنك ترين نفسك ماذا ترتدين وأين أنت معه وكيف سيرد وتقومين بكل ما تريدين قوله أو فعله معه -ضرب/ تعسيف/ دفاع/إلخ- حتى تنهي هذا المشهد على الطريقة التي ترضيك عن نفسك، وتشعري فيها أنك آمنة وراضية تماماً، فقد ساعد هذا التدريب الكثيرات، فحاولي أن تجربيه، وأرجو منك قراءة المشكلات المماثلة أي لغيرك من الزملاء الأعزاء لما تحتويه على بعض الخطوات العملية في تخفيف هذا الأثر ولم يتسع الحديث له الآن، دمت بخير.