صحــــتك
18 أكتوبر 2023

أسس الزواج الناجح

مخطوبة وخطيبي كويس معايا، لكن أنا مش حاسة نفس الشعور، بقول مش مهم الحب أهم حاجة المودة والرحمة، بس أنا حاسة إني شوية بقبله وشويه لأ، كل ما أقول أو أحاول أكون كويسة معاه بحس إني في حاجة تمنعني عنه، مع العلم أنا كنت في الأول كويسة وأعطي نفسي فرصة وأحسن من نفسي لكن أنا مش فاهمة ليه سبب القفلة، مع العلم عنده صفات مهمة في الحياة الزوجية ومتأكدة إني هكون مطمئنة، وأنا معاه فيما بعد، لكن أنا مش عارفة هل أكمل ولا أمشي.

DefaultImage

عزيزتي:

جعل الله سبحانه وتعالى القبول والاسئتناس بين البشر سراً يضعه سبحانه في قلوبهم؛ فيتعارفوا، أو يتنافروا، وكلما كانت العلاقة بين اثنين علاقة مهمة، ويمتد منها أثر؛ كلما كان القبول أهم ما يكون، وعلاقة الزواج ممن حظيت في القرآن بصفة "ميثاق غليظ" ليجعلنا سبحانه ننتبه لهذه العلاقة المهمة، والتي يمتد أثرها في نفوس بشر يأتون فقط من تلك العلاقة، وأثر يمتد للمجتمع والعالم، وهي العلاقة الوحيدة بين بشر وبشر؛ لتنتج بشرًا.

لذا نجد نصوصًا كثيرة في القرآن عن الزواج وآدابه، ومسؤولياته كثيرة، وكذلك في السيرة النبوية الشريفة، ومن هذه الآيات ما حدثتنا عن أهميته، ومنها ما حدثتنا عن طبيعته، ومنها ما حدثتنا عن كيفية الاختيار، إلخ، فمثلاً آية 21 في سورة الروم تتحدث عن طبيعته وكيف نصل لطبيعته بصدق، فقال تعالى: “ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودةً ورحمة إن في ذلك لآيات لقوم  يتفكرون”، فالزواج الذي سيحمل هذه الرحمة وهذا السكن والود يحتاج للتفكير والتأمل في كل التفاصيل التي تهم الطرفين، توافقهم، مشاعرهم، طريقة تفكيرهم، روحهم الداخلية، نفسياتهم، إلخ؛ لنصل لهذا القبول الذي ييسر حين يتوفر سُبُل الود والسكن والرحمة التي سيتغذى عليها الزواج؛ ليتمكن من التعامل مع تحدياته، والتي لا تكون فقط مادية، ولكن كذلك في مساحات أخرى؛ لأن العلاقة بين الرجل وزوجه هي العلاقة الوحيدة التي تتمازج فيها مستويات كثيرة جدا، بدءًا من المستوى الفكري والنفسي مروراً بالعاطفي والجسدي، وانتهاءً بالأهل وتربية الأولاد، وكل هذه المستويات تحتاج لقبول وراحة نفسية تجعل القرب والحب يكون مغذياً للزوجين ليمرا “معا” وبتناغم حقيقي صادق بتحدياته.

لذا نجد الرسول صلى الله عليه وسلم يقول الكثير من الأحاديث فقط للإشارة لهذا القبول والراحة النفسية التامة، مثل “لم يُرَ للمتحابين غير النكاح”، "من جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه"، والبوصلة هنا في كلمة “ترضون“ أي القبول، فنحن لن نختلف على من له دين وخلق، والقبول والإيجاب هما شرطا “صحة” الزواج الأساسيات، كما يعلمنا الله سبحانه الزواج في القرآن.

لذا يا ابنتي: لا تفعلي بنفسك هذه الغدرة، فلقد اختبرتي إعطاء فرصة لنفسك في موضوع القبول ولا يستقيم بصدق، وهذا لا تفسير له سوى أنه سر من أسرار الله سبحانه يضعه في قلوب البشر، فأنتما جيدين ولكنكما كزوجين غير مناسبين، فلم يكن زواج أمنا زينب بسيدنا زيد ينقصه سوى القبول، فاختل الزواج رغم عظمة مكانتهم وخلقهم، ولدينا قصص كثيرة في السيرة توضح قصة القبول والحب، وربما يحدث الزواج بلا قبول؛ فيكون الثمن باهظاً لكلاهما وللأبناء، فتمام الصحة النفسية للأبناء ليست بألَّا يروا شجارًا بين أبويهم، ولكن باستقبال حب والديهما بعضهما البعض.

وقد ينجح الزواج ويحقق أهدافه الحقيقية كما جاءت في آية الزواج، حتى وإن لم يتميز أحدهما بمن كان يحمل غيرهم من صفات عملية أو خلقية للزواج كما في حالتك، فاحترمي مشاعرك، واطمئني لقرارك الذي يخصك ويخص البيت الذي سينتج عنه، ولا تُغرقي نفسك في متاهات الإحساس بالذنب لرفضه، أو لانتظار الويل والثبور وعظائم الأمور، أو فرص فاتت، فكل ذلك رأينا آثاره في كواليس عياداتنا، حتى وإن كان شكل الأسرة من الخارج جيدا.

وتقتضي مني الأمانة أن أذكرك بأهمية ثلاثة أمور لتنجح علاقة الزواج، وهي: وجود القبول المتبادل، ومناسبة الواقع لكما، واقع حياتك وحياة من يتقدم لك مادياً واجتماعيا، ورضا الأهل مع وجود فوارق طبيعية بين البشر لا تكون كبيرة جدا+ والنقطة الثالثة الرغبة الجادة في الزواج.

إن توافرت تلك الأمور الثلاثة، نجح الزواج وكان عنصرًا من عناصر فرحة الحياة، ودمت بخير.

آخر تعديل بتاريخ
18 أكتوبر 2023
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.