21 نوفمبر 2019
أخذت صديقتي إلى الطبيب النفسي وتلومني
السلام عليكم دكتور، أخذت صديقتي للطبيب النفسي، وهي الآن تعالج من الاكتئاب بواسطة الأدوية والجلسات مع الطبيب المعالج لها. ومن يومها وهي تقول لي أتأخذين صديقتك لطبيب نفسي. أنا لن أسامحك أبداً. كلما اشتدت الآثار الجانبية للعلاج تقول لي أنت السبب. لماذا فعلت بي هذا. أنا أكرهك. هي أيضا دائما تقول أرأيت ماذا حل بصديقتك؟ أرأيت إلى أي حال وصلت؟ أرأيت ماذا فعلوا بي؟ أنا متفهمة جدا إحساسها لكني أريد نصيحتكم كيف أتعامل مع مشاعرها وكيف أدعمها؟ مر الآن أسبوعان على العلاج. وشكراً جزيلاً.
أهلا وسهلاً بك يا سندس،
يبدو أنه قد آن الأوان أن تقفي وقفة حقيقية مع صديقتك يا سندس؛ لتصلحي من نوع العلاقة بينكما، فالصديقة التي تهتم بصديقتها لدرجة أنها تختار اختياراً واعياً مثل اختيار الذهاب لطبيب نفسي متخصص هي صديقة حقيقية لا تستحق إشعارها بالذنب واللوم، ولكن تستحق التقدير والثقة والامتنان، حتى لو كان الطبيب غير كفء فتفكيرها وحده ورغبتها في المساعدة الحقيقية جديران بالتقدير والثقة والامتنان، وأنت فعلت ذلك معها ولا تستحقين منها سوى التقدير والامتنان والثقة.
اقــرأ أيضاً
والحقيقة الثانية هي أن الدواء لا يؤتي نتائجه في أول أسبوعين من بداية الانتظام عليه إلا في نسب متوسطة، وحسب درجة الاكتئاب، ونوع العلاج نفسه، وتفاعل العلاج مع كل شخص عن الآخر، فقد تنتج شركة دواء دواءً للاكتئاب؛ فيقره الطبيب لخمسة أشخاص مثلاً ممن يعانون الاكتئاب، وينتظر الطبيب فترة مناسبة ليرى أثر العلاج على كل واحد منهم لأن هناك عوامل كثيرة تدخل في أثر العلاج على الشخص كما أوضحت؛ فنجد رغم أنهم كلهم كان لديهم نفس المرض، وهو الاكتتاب والدواء أصلاً لعلاج الاكتئاب إلا أننا نجد شخصاً تحسن، وشخصاً ظل كما هو دون أي اختلاف، وشخصاً زاد اكتئابه، وشخصاً أخذ وقتاً حتى تحسن، الخ؛ فيعود بالنتيجة للطبيب المعالج ليرى ويقرر بعد محاولات الدواء المناسب للشخص المناسب، لذا ستجدين طبيبها طلب منها رؤيته بعد فترة قصيرة نسبياً، قد تصل إلى ثلاثة أسابيع مثلاً، ليتأكد مما أوضحته، ثم إن وجد تحسناً فلن يراها إلا على فترات أطول ليأخذ العلاج مجراه؛ فأقل مدة لعلاج الاكتئاب لا تقل عن ستة أشهر ما دام تم تشخيصه اكتئاباً، والحكم على أثر العلاج في البداية أمر ظالم لا واقعية فيه.
اقــرأ أيضاً
وعلى كل حال أهم من محاولات العلاج التي قد تشمل تغيير الدواء، أو الجرعات، أو حتى الطبيب نفسه، هو طبيعة العلاقة بينكما التي تحمل الكثير من اللوم والإشعار بالذنب الواضح بينكما، ومثل تلك العلاقات التي تكون فيها روابط الخوف واللوم أكثر من الحب والبراح تكون علاقات محتاجة لمراجعة مدى جدواها وصحيتها في حياة أطرافها، لذا أقترح عليك أن تنتظري أن يمر على بداية علاجها شهر مثلاً؛ لتبدآ معاً رحلة تصحيح نوع علاقتكما لتستفيدا أكثر منها يا صديقتي؛ فالعلاقات الصحية فيها قبول، وعدم حكم، وبراح، وونس، ودعم، واستماع ومسافات صحية تتفاوت في القرب والبعد حسب الموقف، وتكون فيها روابط الحب لا روابط الخوف أو الاضطرار.
يبدو أنه قد آن الأوان أن تقفي وقفة حقيقية مع صديقتك يا سندس؛ لتصلحي من نوع العلاقة بينكما، فالصديقة التي تهتم بصديقتها لدرجة أنها تختار اختياراً واعياً مثل اختيار الذهاب لطبيب نفسي متخصص هي صديقة حقيقية لا تستحق إشعارها بالذنب واللوم، ولكن تستحق التقدير والثقة والامتنان، حتى لو كان الطبيب غير كفء فتفكيرها وحده ورغبتها في المساعدة الحقيقية جديران بالتقدير والثقة والامتنان، وأنت فعلت ذلك معها ولا تستحقين منها سوى التقدير والامتنان والثقة.
والحقيقة الثانية هي أن الدواء لا يؤتي نتائجه في أول أسبوعين من بداية الانتظام عليه إلا في نسب متوسطة، وحسب درجة الاكتئاب، ونوع العلاج نفسه، وتفاعل العلاج مع كل شخص عن الآخر، فقد تنتج شركة دواء دواءً للاكتئاب؛ فيقره الطبيب لخمسة أشخاص مثلاً ممن يعانون الاكتئاب، وينتظر الطبيب فترة مناسبة ليرى أثر العلاج على كل واحد منهم لأن هناك عوامل كثيرة تدخل في أثر العلاج على الشخص كما أوضحت؛ فنجد رغم أنهم كلهم كان لديهم نفس المرض، وهو الاكتتاب والدواء أصلاً لعلاج الاكتئاب إلا أننا نجد شخصاً تحسن، وشخصاً ظل كما هو دون أي اختلاف، وشخصاً زاد اكتئابه، وشخصاً أخذ وقتاً حتى تحسن، الخ؛ فيعود بالنتيجة للطبيب المعالج ليرى ويقرر بعد محاولات الدواء المناسب للشخص المناسب، لذا ستجدين طبيبها طلب منها رؤيته بعد فترة قصيرة نسبياً، قد تصل إلى ثلاثة أسابيع مثلاً، ليتأكد مما أوضحته، ثم إن وجد تحسناً فلن يراها إلا على فترات أطول ليأخذ العلاج مجراه؛ فأقل مدة لعلاج الاكتئاب لا تقل عن ستة أشهر ما دام تم تشخيصه اكتئاباً، والحكم على أثر العلاج في البداية أمر ظالم لا واقعية فيه.
وعلى كل حال أهم من محاولات العلاج التي قد تشمل تغيير الدواء، أو الجرعات، أو حتى الطبيب نفسه، هو طبيعة العلاقة بينكما التي تحمل الكثير من اللوم والإشعار بالذنب الواضح بينكما، ومثل تلك العلاقات التي تكون فيها روابط الخوف واللوم أكثر من الحب والبراح تكون علاقات محتاجة لمراجعة مدى جدواها وصحيتها في حياة أطرافها، لذا أقترح عليك أن تنتظري أن يمر على بداية علاجها شهر مثلاً؛ لتبدآ معاً رحلة تصحيح نوع علاقتكما لتستفيدا أكثر منها يا صديقتي؛ فالعلاقات الصحية فيها قبول، وعدم حكم، وبراح، وونس، ودعم، واستماع ومسافات صحية تتفاوت في القرب والبعد حسب الموقف، وتكون فيها روابط الحب لا روابط الخوف أو الاضطرار.