22 يناير 2017
أحب العزلة وأنفر من العلاقة الجنسية
السلام عليكم. أنا على طول بخاف أتعامل مع حد، وبحب أغلب الأوقات أبقى مع نفسي، وبخاف لما حد يتقدملي، وبتخيل حياتى معاه هتكون أسوأ حياة، خصوصا أنا مبحبش الارتباط كحياة زوجية، أنا دماغى رافضه تستوعب إنه كويس وحلال لأنني بخاف أوى خصوصا يوم الفرح.
أهلا وسهلا بك يا صديقتي،
العلاقة الجنسية ليست تلك اللقاء الجسدي بين رجل وامرأة يُفرغان شهوة تتأجج؛ فحين تتحول إلى هذا تكون سببا في الفراق بينهما على المدى الطويل. ولو نظرت إلى بيوت الدعارة مثلا نجدها لقاء جسديا مقطوعا من السياق بين ذكر وأنثى، يتبعه غثيان نفسي عند الطرفين، لو كانا أسوياء نفسيا، وكلاهما يتمنى ألا يرى الآخر في أي مكان خارج هذا البيت.
والسؤال إذن: ما هو السياق؟ وما هي حقيقة العلاقة الجنسية؟ السياق هو حقيقة ونوع العلاقة العامة بين الزوج وزوجته؛ ففي العلاقة العامة حين يغلب فيها التفاهم، ودفء المشاعر والدعم والاهتمام والرغبة في إسعاد كل طرف للطرف الآخر، يكون سياقا عذبا جميلا، حتى مع وجود تحديات الحياة ومشكلاتها.
في هذا السياق، تُعتبر العلاقة الجنسية نوعا واحدا من عدة أنواع تعبّر عن مدى حب وقرب واهتمام ورعاية كل طرف للطرف الآخر؛ فتكون العلاقة علاقة كما تسمعين عنها علاقة حميمة؛ فيها يعبر كل طرف عن مدى حبه ورغبته في القرب، والاطمئنان بوجود الآخر، ورغبته في المشاركة بخلق كيان جديد بينهما مشترك، وهو فعلا ما يحدث نتيجة تلك العلاقة العجيبة الرائعة؛ فهي العلاقة الوحيدة التي تتم بين بشر وبشر؛ لتنتج بشرا آخر.
أما لو كانت حقيقة العلاقة العامة بين الزوج وزوجته جفاء وتجريح وغضب وكره.. الخ؛ فالسياق هنا يصبح سياقا مؤلما مرفوضا؛ وفي هذا السياق تتم العلاقة الجنسية إن حدثت كواجب ثقيل الظل، وكشهوة مفرغة من أهم مكونها وهو المكون النفسي والعاطفي.
والمهم أنه كلما تمكنّا من فهم أنفسنا والتعرف على احتياجاتنا من شريك الحياة؛ تمكنّا من الاختيار المناسب، والزواج السعيد.
أما حقيقة العلاقة الجنسية لدى كل إنسان على حدة؛ فنظريات علم النفس أكدت أنها بجانب ما تحدثنا عنه تحت مفهوم السياق، والاحتياج إلى وجود شريك، وبجانب الهدف العميق بالبقاء والامتداد بالأبناء؛ فهي مرآة حقيقية لقياس مدى علاقتنا بالحميمية عموما بيننا وبين الآخرين؛ فالأشخاص الذين يخافون القرب من علاقات صداقة أو غيرها، خوفا من الهجر، أو رفض مسؤولية العطاء في العلاقة، أو الخوف من الاستغلال، أو غيره من تلك الأمور، يُترجم في العلاقة الجنسية حين يكون هناك شريك؛ فالمرأة مثلا التي ترفض القرب من البشر خوفا من أذاهم ستضطرب علاقتها الجنسية بالزوج في الغالب، بسبب نفسي محض يخص خوفها من القرب.
كل ما ذكرنا من خلل وعدم وضوح الفهم يضاف إليه ما وصل إلينا في مجتمعاتنا الشرقية عن الجنس حين لم يحدثنا والدانا عنه بشكل طبيعي؛ ففهمنا ضمنا- كل حسب تجربته الشخصية في الحياة- أنه مساحة غامضة، أو مستقذرة، أو مخيفة، أو مؤلمة، وعششت في وجداننا أساطير أثرت في علاقتنا بالجنس حتى قبل ممارسته في الزواج، رغم أنه مجرد التفكير البسيط جدا في مدى وكم المحاذير والعقوبات التي وضّحها الله تعالى لتجنب إقامة علاقة جنسية بين رجل وامرأة خارج سياق الزواج ووجوب إعلام المجتمع بهذا الزواج، هو نفسه دليل على مدى متعة ولذة تلك العلاقة في سياقها.
أعلم تماما أن ما حدثتكِ عنه مجرد قشور مختزلة لعمق العلاقة الجنسية، وما تحمله من تواصل نفسي وعاطفي وعقلي وفكري، وأخيرا جسدي. ولكن ما تتحدثين عنه من خوف من البشر وأنت في هذه السن غير الصغيرة تماما، وحبك للبقاء وحيدة، بالإضافة إلى رعبك من العلاقة الجنسية، ورفضك للزواج، وتصورك لحياة بائسة فيها، تجعلني أقترح عليك وجوب الاستشارة النفسية وجها لوجه مع متخصص؛ ﻷنه قد يكون مؤشرا لمعاناة نفسية تفوق استقذار الجنس، والخوف منه؛ فلا تترددي في تلك الخطوة؛ ليس من أجل الزواج بقدر ما هي لك أنت شخصيا، بغض النظر عن زواجك. هيا أسرعي.
اقرئي أيضا:
الجنس.. والعلاقة الجنسية
نصف حياة
الحب.. صور نفسية ومعانٍ منسية
هل الزواج علاقة؟
العلاقة الجنسية ليست تلك اللقاء الجسدي بين رجل وامرأة يُفرغان شهوة تتأجج؛ فحين تتحول إلى هذا تكون سببا في الفراق بينهما على المدى الطويل. ولو نظرت إلى بيوت الدعارة مثلا نجدها لقاء جسديا مقطوعا من السياق بين ذكر وأنثى، يتبعه غثيان نفسي عند الطرفين، لو كانا أسوياء نفسيا، وكلاهما يتمنى ألا يرى الآخر في أي مكان خارج هذا البيت.
والسؤال إذن: ما هو السياق؟ وما هي حقيقة العلاقة الجنسية؟ السياق هو حقيقة ونوع العلاقة العامة بين الزوج وزوجته؛ ففي العلاقة العامة حين يغلب فيها التفاهم، ودفء المشاعر والدعم والاهتمام والرغبة في إسعاد كل طرف للطرف الآخر، يكون سياقا عذبا جميلا، حتى مع وجود تحديات الحياة ومشكلاتها.
في هذا السياق، تُعتبر العلاقة الجنسية نوعا واحدا من عدة أنواع تعبّر عن مدى حب وقرب واهتمام ورعاية كل طرف للطرف الآخر؛ فتكون العلاقة علاقة كما تسمعين عنها علاقة حميمة؛ فيها يعبر كل طرف عن مدى حبه ورغبته في القرب، والاطمئنان بوجود الآخر، ورغبته في المشاركة بخلق كيان جديد بينهما مشترك، وهو فعلا ما يحدث نتيجة تلك العلاقة العجيبة الرائعة؛ فهي العلاقة الوحيدة التي تتم بين بشر وبشر؛ لتنتج بشرا آخر.
أما لو كانت حقيقة العلاقة العامة بين الزوج وزوجته جفاء وتجريح وغضب وكره.. الخ؛ فالسياق هنا يصبح سياقا مؤلما مرفوضا؛ وفي هذا السياق تتم العلاقة الجنسية إن حدثت كواجب ثقيل الظل، وكشهوة مفرغة من أهم مكونها وهو المكون النفسي والعاطفي.
والمهم أنه كلما تمكنّا من فهم أنفسنا والتعرف على احتياجاتنا من شريك الحياة؛ تمكنّا من الاختيار المناسب، والزواج السعيد.
أما حقيقة العلاقة الجنسية لدى كل إنسان على حدة؛ فنظريات علم النفس أكدت أنها بجانب ما تحدثنا عنه تحت مفهوم السياق، والاحتياج إلى وجود شريك، وبجانب الهدف العميق بالبقاء والامتداد بالأبناء؛ فهي مرآة حقيقية لقياس مدى علاقتنا بالحميمية عموما بيننا وبين الآخرين؛ فالأشخاص الذين يخافون القرب من علاقات صداقة أو غيرها، خوفا من الهجر، أو رفض مسؤولية العطاء في العلاقة، أو الخوف من الاستغلال، أو غيره من تلك الأمور، يُترجم في العلاقة الجنسية حين يكون هناك شريك؛ فالمرأة مثلا التي ترفض القرب من البشر خوفا من أذاهم ستضطرب علاقتها الجنسية بالزوج في الغالب، بسبب نفسي محض يخص خوفها من القرب.
كل ما ذكرنا من خلل وعدم وضوح الفهم يضاف إليه ما وصل إلينا في مجتمعاتنا الشرقية عن الجنس حين لم يحدثنا والدانا عنه بشكل طبيعي؛ ففهمنا ضمنا- كل حسب تجربته الشخصية في الحياة- أنه مساحة غامضة، أو مستقذرة، أو مخيفة، أو مؤلمة، وعششت في وجداننا أساطير أثرت في علاقتنا بالجنس حتى قبل ممارسته في الزواج، رغم أنه مجرد التفكير البسيط جدا في مدى وكم المحاذير والعقوبات التي وضّحها الله تعالى لتجنب إقامة علاقة جنسية بين رجل وامرأة خارج سياق الزواج ووجوب إعلام المجتمع بهذا الزواج، هو نفسه دليل على مدى متعة ولذة تلك العلاقة في سياقها.
أعلم تماما أن ما حدثتكِ عنه مجرد قشور مختزلة لعمق العلاقة الجنسية، وما تحمله من تواصل نفسي وعاطفي وعقلي وفكري، وأخيرا جسدي. ولكن ما تتحدثين عنه من خوف من البشر وأنت في هذه السن غير الصغيرة تماما، وحبك للبقاء وحيدة، بالإضافة إلى رعبك من العلاقة الجنسية، ورفضك للزواج، وتصورك لحياة بائسة فيها، تجعلني أقترح عليك وجوب الاستشارة النفسية وجها لوجه مع متخصص؛ ﻷنه قد يكون مؤشرا لمعاناة نفسية تفوق استقذار الجنس، والخوف منه؛ فلا تترددي في تلك الخطوة؛ ليس من أجل الزواج بقدر ما هي لك أنت شخصيا، بغض النظر عن زواجك. هيا أسرعي.
اقرئي أيضا:
الجنس.. والعلاقة الجنسية
نصف حياة
الحب.. صور نفسية ومعانٍ منسية
هل الزواج علاقة؟