عشبة الأملج (Phyllanthus)، المعروفة أيضًا باسم "الأملج الهندي" أو "الأملجة"، هي نبات طبي يستخدم منذ آلاف السنين في الطب الشعبي والتقليدي، وخاصةً في الأيورفيدا (Ayurved)، وهو النظام الطبِّي التقليدي في الهند. تحمل هذه العشبة العديد من الفوائد الصحية بفضل احتوائها على مركبات نباتية مفيدة مثل مضادات الأكسدة والفيتامينات والمعادن. يُعتبر الأملج من الأعشاب التي تعزز الصحة العامة وتساهم في الوقاية من العديد من الأمراض.
عشبة الأملج والفوائد الطبية
تُعرف عشبة الأملج (Phyllanthus niruri) بفوائدها الصحية العديدة في الطب التقليدي، وقد تم استخدامها لعلاج مجموعة متنوعة من الحالات الطبية. بناءً على الدراسات الحديثة، تَظهر العديد من الفوائد المحتملة لعشبة الأملج في علاج بعض الأمراض والمشكلات الصحية. فيما يلي أهم فوائدها:
1. علاج حصيات المسالك البولية
قد تساعد عشبة الأملج في تفتيت وتقليل حجم الحصيات التي تتشكل في المسالك البولية، وقد أظهرت دراسة أجريت عام 2018 أن عشبة الأملج ساهمت في تقليل حجم الحصيات وزيادة التخلص من المغنيسيوم والبوتاسيوم عن طريق البول. كما أظهرت دراسة أخرى أن الأملج قد يساعد في تقليل تكوين الحصيات الجديدة. ورغم هذه النتائج المشجعة، ما تزال الحاجة قائمة لإجراء تجارب سريرية أكثر جودة لتأكيد فعالية الأملج.
2. تأثيرات مدرة للبول
تستخدم عشبة الأملج في الطب التقليدي كمدر للبول، مما يساعد الجسم على التخلص من الماء والصوديوم. هذه الخصائص تجعل الأملج مفيدة في علاج ارتفاع ضغط الدم وبعض الحالات الأخرى التي تستدعي استخدام مدرات البول. أظهرت دراسة أُجريت عام 2018 أن عشبة الأملج زادت من إفراز الصوديوم في البول لدى الفئران، ويُنتظر المزيد من الأبحاث لتأكيد هذه التأثيرات في البشر.
3. مكافحة العدوى الفيروسية
أشارت بعض الدراسات المخبرية إلى أن عشبة الأملج قد تساعد في مكافحة بعض أنواع العدوى الفيروسية مثل فيروس الهربس البسيط، كما أشارت دراسات أخرى إلى إمكانية استخدام الأملج في علاج حالات العدوى الفيروسية الأخرى مثل التهاب الكبد B وفيروس نقص المناعة البشرية (HIV). ومع ذلك، يتطلب الأمر المزيد من الأبحاث على الحيوانات والبشر قبل الوصول إلى نتائج مؤكدة.
4. تقليل الالتهابات
أظهرت دراسات أُجريت على الفئران في عام 2017 أن عشبة الأملج قد تساعد في تقليل الالتهابات بشكل مشابه لتأثير الأيبوبروفين، وأكدت دراسة أخرى عام 2013 أن مستخلص الأملج يمكن أن يكافح الالتهاب في الجسم، مما يجعلها فعالة في تخفيف الألم المرتبط بالالتهابات.
5. علاج القرح
أظهرت دراسة أُجريت عام 2017 على الفئران أن عشبة الأملج يمكن أن تقلل من حجم القرح، ورغم هذه النتائج المبشرة، يبقى البحث في تأثيرها على البشر ضروريًا لتحديد مدى فعاليتها كعلاج للقرح.
6. دعم علاج مرض السكري
أظهرت دراسة أُجريت عام 2010 على الفئران أن عشبة الأملج قد تساعد في علاج مرض السكري، وقد توصل الباحثون إلى أن مستخلصات الأملج يمكن أن تخفض مستويات السكر في الدم وتمنع ارتفاعها المفاجئ. بالإضافة إلى ذلك، أظهرت دراسة أخرى على الفئران المصابة بالسكري أن نوعًا من عشبة الأملج يمكن أن يقلل من مستويات السكر في الدم ويساعد في فقدان الوزن.
شاي الأملج وفوائده
شاي الأملج هو إحدى الطرق الشائعة لاستهلاك هذه العشبة والاستفادة من فوائدها الصحية، ويتم تحضيره عن طريق غلي أوراق الأملج المجففة أو مسحوقها في الماء لبضع دقائق، ثم تصفيته وتناوله. يمتاز شاي الأملج بعدة فوائد:
- تحسين الهضم، تناول شاي الأملج بعد الوجبات يساعد في تهدئة المعدة وتحفيز إفراز العصارات الهضمية، مما يسهل هضم الطعام ويمنع الانتفاخ.
- تنظيم مستويات الكوليسترول، يعمل شاي الأملج على خفض مستويات الكوليسترول الضار (LDL) في الجسم، مما يقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين.
- تعزيز المناعة، يساهم شرب شاي الأملج بانتظام في تقوية جهاز المناعة بفضل غناه بمضادات الأكسدة والفيتامينات.
- تنقية الجسم من السموم، يُعتبر شاي الأملج فعالًا في تعزيز وظائف الكبد وتنقية الجسم من السموم التي قد تتراكم بفعل البيئة أو العادات الغذائية غير الصحية.
كيفية تحضير شاي الأملج
لتحضير شاي الأملج أحضِر المكونات التالية: ملعقة صغيرة من مسحوق الأملج المجفف أو حفنة من الأوراق المجففة وكوب من الماء وعسل للتحلية (اختياري). تشتمل طريقة التحضير على الخطوات الآتية:
- ضع مسحوق الأملج أو الأوراق في كوب من الماء المغلي.
- اتركه ينقع لمدة 5-10 دقائق.
- قم بتصفية الشاي وأضف العسل للتحلية حسب الرغبة.
الآثار الجانبية لعشبة الأملج
تُعتبر عشبة الأملج (Phyllanthus niruri) من الأعشاب التي يتمتع استخدامها بسمعة جيدة في الطب الشعبي، لكن المعلومات حول آثارها الجانبية ما تزال محدودة. يرجع ذلك بشكل رئيسي إلى قلة الدراسات السريرية على البشر، إذ تُركز معظم الأبحاث على الفئران أو خلايا الأنسجة في المخبر.
- دراسة سمّية الأملج: أظهرت دراسة أُجريت عام 2011 على الفئران أن استخدام عشبة الأملج لم يُظهر أي علامات على السمية أو تأثيرات ضارة على الأعضاء الداخلية. هذه النتائج تشير إلى أن الأملج قد تكون آمنة عند استخدامها بجرعات معتدلة، ولكن من الضروري ملاحظة أن الفئران قد لا تعكس تمامًا كيفية تأثير العشبة على البشر.
- التحذيرات والتفاعلات المحتملة: نظرًا لأن الجسم البشري أكثر تعقيدًا من جسم الفئران، فمن الصعب التنبؤ بدقة كيف ستؤثر عشبة الأملج على البشر. قد تتفاعل مكونات الأملج مع بعض الأدوية أو تسبب آثارًا جانبية غير متوقعة. لذلك، يُوصى دائمًا بالتشاور مع طبيب قبل البدء في استخدام أي منتج يحتوي على عشبة الأملج، خاصةً إذا كنت تتناول أدوية أخرى أو لديك حالة صحية مزمنة.
نهايةً، تُظهر عشبة الأملج فوائد صحية واعدة في علاج عدة مشكلات طبية، بما في ذلك حصيات المسالك البولية، والالتهابات، والسكري. ومع ذلك، تتطلب هذه النتائج المزيد من الدراسات السريرية على البشر لتأكيد فعاليتها وسلامتها كمكمل علاجي.