ظهرت في الآونة الأخيرة العديد من المؤثرات على منصات التواصل الاجتماعي يروِّجن لشرب ماء جوز الهند ، ويتحدثن عن مدى قدرته على إرواء العطش في الأيام الشديدة الحرارة. ولكن، وفيما لا يمكننا إنكار هذه الحقيقة، تُظهر لنا دراسة جديدة عن ارتباط شرب ماء جوز الهند بالسيطرة على أعراض التهاب القولون التقرحي. تابع القراءة لمعرفة تفاصيل هذه الدراسة ومدى صحتها للتطبيق والتعميم.
تفاصيل الدراسة: ماء جوز الهند والتهاب القولون التقرحي
شارك في الدراسة 95 مريضًا بالتهاب القولون التقرحي ولمدة ثمانية أسابيع، شرب 49 مشاركًا ماء جوز الهند، بينما شرب 46 مشاركًا دواءً وهميًا. واصلت كلتا المجموعتين تلقّي الأدوية المعتادة لالتهاب القولون التقرحي، واتبعتا نظامهما الغذائي النموذجي. بعد فترة الدراسة، انخفضت لدى 53% من الأشخاص الذين شربوا ماء جوز الهند شدة أعراض التهاب القولون التقرحي مع انخفاض نشاط المرض، وحصل فقط 28% من الأشخاص في مجموعة الدواء الوهمي على نفس النتائج الإيجابية.
ولكن وبحسب الخبراء؛ لا يُعَد ماء جوز الهند بأي حال من الأحوال استراتيجية قائمة بذاتها للسيطرة على أعراض التهاب القولون التقرحي، ولكنه قد يكمل التدخلات القياسية لالتهاب القولون التقرحي الخفيف إلى المعتدل، ويأتي مع القليل من المخاطر.
التهاب القولون التقرحي هو شكل من أشكال مرض التهاب الأمعاء (IBD) الذي يسبب تهيجًا وتورمًا في الأمعاء الغليظة، مما يؤدي إلى أعراض مثل:
- آلام البطن.
- حركات الأمعاء المتكررة.
- البراز الدموي.
- التعب.
لماذا قد يساعد ماء جوز الهند في السيطرة على أعراض التهاب القولون التقرحي؟
للإجابة عن سؤال: لماذا قد يساعد ماء جوز الهند في السيطرة على أعراض التهاب القولون التقرحي؟ يجب النظر في الخصائص التي يمتلكها ماء جوز الهند، والتي قد تشتمل الآتي:
غني بإلكتروليتات
ماء جوز الهند هو مشروب مغذٍ فريد من نوعه، يحتوي على إلكتروليتات وحلاوة طبيعية، بالإضافة إلى مركبات غير موجودة في المشروبات الرياضية التقليدية أو الماء العادي.
احتواؤه على السيتوكينين
يحتوي جوز الهند على نوع من الهرمونات النباتية المضادة للالتهابات يسمى السيتوكينين (cytokinins). في التجارب المعملية، تبين أن ماء جوز الهند له خصائص مضادة للبكتيريا ومضادة الفطريات ويحتوي على خصائص مضادة للأكسدة.
إعادة توازن ميكروبيوم الأمعاء
تشير بعض الدراسات إلى أن ماء جوز الهند يحتوي على ببتيدات محددة مضادة للميكروبات قد تؤثر على ميكروبيوم الأمعاء. وبالنظر إلى العلاقة بين عدم التوازن في ميكروبات الأمعاء وأعراض التهاب القولون التقرحي، فمن المعقول أن يكون ماء جوز الهند مفيدًا للأشخاص الذين يعانون من التهاب القولون التقرحي.
احتواؤه على البوتاسيوم
البوتاسيوم هو عنصر غذائي مرتبط بتقليل الالتهاب. في الواقع، يرتبط ارتفاع تناول البوتاسيوم بانخفاض خطر الإصابة بمرض التهاب الأمعاء، بما في ذلك مرض التهاب القولون التقرحي ومرض كرون.
حتى لو لم يكن لديه هذه السمات المثيرة للاهتمام والفوائد الصحية المحتملة للأمعاء، فإن ماء جوز الهند، في أبسط مستوياته، هو وسيلة أخرى لترطيب الجسم. يمكن لتوازن المشروبات بين الشوارد والتغذية والمذاق أن يساعد الشخص الذي يعاني من الإسهال المرتبط بالتهاب القولون التقرحي على تجنب الجفاف.
التعايش مع مرض التهاب القولون التقرحي
ما يزال السبب الدقيق لمرض التهاب القولون التقرحي غير معروف، ولكن يُعتقد أنه من أمراض المناعة الذاتية التي يهاجم فيه جهاز المناعة الجهاز الهضمي. وبصرف النظر عن ماء جوز الهند، فإن الأشخاص الذين يعانون من مرض التهاب الأمعاء قد يفكرون في اتباع أنماط غذائية غنية بالفواكه والخضراوات والدهون الأحادية غير المشبعة والكربوهيدرات المعقدة والبروتينات الخالية من الدهون، مع الحد من الأطعمة الفائقة المعالجة (ultra-processed foods). يمكن أن يساعد هذا في تقليل الالتهاب وتعزيز الصحة العامة، كما أن الالتزام بالأدوية وممارسة التمارين الرياضية بانتظام وإدارة التوتر والنوم الكافي أمر مهم أيضًا للتعايش مع مرض التهاب القولون التقرحي.
نهايةً، يمكن السيطرة على أعراض التهاب القولون التقرحي في كثير من الأحيان من خلال مجموعة من الأدوية وتغييرات نمط الحياة، بما في ذلك النظام الغذائي. بالإضافة لكون ماء جوز الهند مغذيًا ومصدرًا جيدًا لترطيب الجسم، فإن ذلك يجعل منه أمرًا يستحق التجربة بدلاً من المشروبات الرياضية، إلا أن بعض الأبحاث الجديدة تشير أيضًا إلى أنه قد يكون مفيدًا للأشخاص الذين يحاولون تخفيف أعراض التهاب القولون التقرحي. ولكن ما تزال هناك حاجة لمزيد من الأبحاث لتعزيز هذه النتائج.