صحــــتك

علاج جيني جديد لمرض الجلوكوما يبعث الأمل للمرضى

علاج جيني جديد لمرض الجلوكوما

الجلوكوما أو الزَرَق، أو ما يُعرف عمومًا بمرض المياه الزرقاء هو مجموعة من أمراض العين التي يمكن أن تتسبب في تلف العصب البصري ما يؤدي إلى فقدان البصر. وفي دراسة حديثة نُشرت في مجلة Acta Neuropathologica Communications في 7 حزيران/يونيو 2024، تمكّن الباحثون من تطوير علاج جيني جديد لمرض الجلوكوما مما يفتح آفاقًا جديدة لعلاج هذا المرض وغيره من الأمراض العصبية التنكسية.

دور البروتين تاو في تطور مرض الجلوكوما

البروتين تاو هو بروتين أساسي في الدماغ، فهو ضروري لوظائف الخلايا في الدماغ والجهاز العصبي المركزي، ولكن عندما يتم إنتاجه بشكل مفرط تحت ظروف معينة فإنه يتراكم ويشكل تكتلات تُعوق البنية الداخلية للخلايا العصبية، وقد تم العثور أيضًا على هذه التكتلات لدى مرضى ألزهايمر. يوجد البروتين تاو أيضًا في الخلايا العصبية الموجودة في شبكية العين، وقد وجدت دراسة حديثة أجرتها مجموعة علوم الرؤية بجامعة ماكواري الأسترالية أن البروتين تاو قد يلعب دورًا كبيرًا في تطور مرض الجلوكوما.

تحديات تشخيص مرض الجلوكوما وعلاجاته

تشير التقديرات إلى أن حوالي 300000 أسترالي يعانون من الجلوكوما، وهو مرض قد يؤدي إلى العمى الدائم خلال 10 إلى 15 عامًا إذا لم يُعالج. ومثل مرض ألزهايمر، يزداد خطر الإصابة به مع التقدم في العمر، وهو يصيب حوالي 1 من كل 8 أشخاص يبلغون 80 عامًا أو أكثر، ولكن الكثيرين لا يدركون أنهم مصابون بالمرض مما يزيد من خطورته.

إحدى علامات الجلوكوما هي ارتفاع الضغط داخل مقلة العين (كرة العين)، ولكن ليست كل حالات المرض مرتبطة بارتفاع ضغط العين، ورغم ذلك، تركز العلاجات الحالية على تقليل هذا الضغط باستخدام قطرات العين أو بالجراحة، ولكنها لا تنجح في منع تطور المرض إلا في حوالي نصف الحالات خلال فترة 10 سنوات، مما يشير إلى أن هناك عوامل أخرى تلعب دورًا أيضًا.

علاج جيني جديد لمرض الجلوكوما ودور حاسم للبروتين تاو

جمعت هذه الدراسة الحديثة التي أجرتها مجموعة علوم الرؤية بين خبرات من مختبرات رائدة حول العالم، بما في ذلك جامعة ديكن الأسترالية، ومعهد سيدارز سايناي وجامعة هارفارد في الولايات المتحدة، وجامعة لينشوبينغ في السويد، ما أتاح للباحثين التعمق في الآليات الجزيئية التي تسبب المرض والعمل على تطوير علاج جيني جديد لمرض الجلوكوما.

أوضح فيفيك غوبتا، الأستاذ المشارك والباحث الرئيسي للدراسة، أنهم تمكنوا من تعديل مستويات البروتين تاو في شبكية العين لدى الفئران باستخدام العلاج الجيني الجديد، وقال: "أظهرنا أن البروتين تاو ضروري للحفاظ على سلامة شبكية العين، لكنه يتطلب توازنًا دقيقًا، وحددنا ما يمكن تسميتها بالمنطقة المعتدلة حيث تكون فيها مستويات البروتين تاو مناسبة تمامًا مما يعزز صحة شبكية العين".

وأضاف: "لاحظنا حدوث تنكس في الشبكية الداخلية عند زيادة إنتاج البروتين تاو، وعندما كان إنتاجه قليلًا جدًا، كان ذلك مضرًا أيضًا. وأدى إيقاف الإنتاج المفرط وتخفيض مستويات البروتين تاو إلى مستويات صحية إلى الحماية من التغيرات التنكسية المرتبطة بالجلوكوما".

وتابع: "كان هذا التأثير الوقائي واضحًا في الحفاظ على بنية الخلايا الشبكية ووظيفتها، وعلى الرغم من أن ذلك لم يستعد الرؤية المفقودة، فإنه أوقف تنكس الشبكية من التدهور. تؤكد هذه النتائج على الدور المهم للبروتين تاو في صحة الشبكية، وتشير إلى أن استهداف هذا البروتين يمكن أن يكون استراتيجية علاجية واعدة للجلوكوما، خاصة في المراحل المبكرة".

علاج جيني جديد لمرض الجلوكوما وأمراض تنكسية عصبية أخرى

يمكن لهذا العلاج الجيني الذي يُنقل بواسطة ناقل فيروسي أن يعبر الحواجز الدموية الدماغية والدموية والشبكية التي يصعب اختراقها. يحتاج الدماغ والشبكية إلى بيئة بيولوجية خاصة ليعملا بشكل صحيح، وبينما تساعد هذه الحواجز في الحفاظ على الظروف الطبيعية وحمايتها من مسببات الأمراض والجزيئات المضرة في مجرى الدم، فإنها تجعل من الصعب أيضًا توصيل العلاجات الطبية إلى هذه المناطق.

وبالاعتماد على نوع من الفيروسات الطبيعية التي لا تُعرف بأنها تسبب أمراضًا خطيرة للبشر، تُستخدم العلاجات التي تعتمد على ناقل قائم على الفيروسات المرتبطة بالغدية (AAV) بالفعل في علاج أمراض شبكية العين الأخرى. ومن جانبها أوضحت الدكتورة كانيشكا تانانثيريج، المؤلفة الرئيسية للدراسة، أن هدف الفريق هو تطوير علاج جيني يُستخدم بالتزامن مع العلاجات التي تخفض الضغط داخل العين بعد التشخيص بالجلوكوما.

وأضافت: "يمكن تصميم هذا النوع من العلاج الجيني الذي يتحكم في إنتاج البروتين تاو لاستهداف الخلايا العصبية في الدماغ والجهاز العصبي المركزي، وكذلك الخلايا العصبية الموجودة في شبكية العين. ومع وجود البروتين تاو المعدَّل أو المسبب للأمراض غالبًا في الخلايا العصبية لدى مرضى ألزهايمر، فهناك احتمال كبير أن يكون مفيدًا أيضًا في علاج هذه الأمراض وغيرها من الأمراض التنكسية العصبية". وستشمل الخطوات القادمة إجراء المزيد من الاختبارات على نماذج حيوانية وإجراء تجارب سريرية على البشر في المستقبل بعد عدة سنوات.

آخر تعديل بتاريخ
30 أغسطس 2024
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.