هل سمعت بضرورة المشي 10000 خطوة في اليوم للبالغين؟ ينصح العديد من الخبراء بأن يصل عدد الخطوات اليومية للبالغين إلى 10000 خطوة، بهدف تحسين صحتهم وتعزيز لياقتهم البدنية. يقدم هذا النهج الذي يناسب الجميع رسالة واضحة، ولكنه لا يأخذ في الاعتبار مدى تنوع أنماط حياة الأشخاص وأجسادهم.
كشفت دراسة جديدة، نُشرت في المجلة البريطانية للطب الرياضي (BJSM)، أن زيادة عدد الخطوات خلال اليوم تساعد الأشخاص على تجنُّب الآثار السلبية للجلوس، وذلك ينطبق أيضًا على الأشخاص الذين يقضون معظم أوقاتهم جالسين، مهما كان عدد ساعات جلوسهم.
هل يمكن لزيادة عدد الخطوات أن تعوض مخاطر أنماط الحياة الخاملة؟
أصبحت أنماط الحياة الخاملة، التي تتَّسم بكثرة الجلوس وقلة النشاط البدني، شائعة بشكل متزايد في عصرنا، وأظهرت الدراسات أنها مرتبطة بالعديد من المخاطر الصحية، بما في ذلك ارتفاع احتمالات الوفاة بسبب أمراض القلب والأوعية الدموية (CVD)، وزيادة خطر الإصابة بالسرطان والسكري، وانخفاض متوسط العمر المتوقع. بينما تكون هذه المخاطر أقل عند الأشخاص الذين لديهم ارتفاع في عدد الخطوات ويمشون بوتيرة أسرع. ولكن حتى الآن، لم يكن من الواضح ما إذا كان بإمكان الأشخاص الكثيري الجلوس تعويض المخاطر الصحية المثيرة للقلق من خلال زيادة عدد الخطوات اليومية.
دراسة جديدة: زيادة عدد الخطوات تقلل العديد من المخاطر الصحية
وجدت دراسة جديدة أجراها فريق من الباحثين الدوليين، أنه كلما زاد عدد الخطوات في اليوم انخفضت مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والوفاة المبكرة، مهما كانت فترات الجلوس طويلة، وهذا يعني أن مصير الأشخاص الذين يعملون في وظائف مكتبية ليس محتومًا بالإصابة بهذه المخاطر الصحية، فزيادة عدد الخطوات يمكن أن تعوض عن مخاطر الجلوس لفترات طويلة، وأكد الباحثون على أهمية تقليل وقت الجلوس بشكل عام.
وأشار ماثيو أحمدي، المؤلف الرئيسي للدراسة وعالم صحة السكان من جامعة سيدني في أستراليا، إلى أن نتائج هذه الدراسة تحتوي على رسالة مهمة تتعلق بالصحة العامة، ومُفادها أن كل حركة مهمة، وينبغي على الأشخاص محاولة تعويض العواقب الصحية الناجمة عن الجلوس الذي لا بد منه لفترات طويلة، من خلال زيادة عدد خطواتهم اليومية.
تحليل بيانات ضخمة لتحديد عدد الخطوات الأمثل لتعويض مخاطر الجلوس الطويل
قام الباحثون بتحليل بيانات 72174 شخصًا من قاعدة بيانات البنك الحيوي في المملكة المتحدة، وهي عبارة عن مجموعة بيانات ضخمة وطويلة المدى تم إنشاؤها في عام 2006، تتابع الأنشطة الصحية المتعلقة بالمشاركين على مدار 30 عامًا على الأقل.
شملت الدراسة بيانات صحية عامة لكل مشارك تم جمعها على مدى سنوات، مدة متوسطها 6.9 سنوات، وارتدى المشاركون على معصمهم أجهزة قياس النشاط البدني لمدة سبعة أيام لتقييم مستويات نشاطهم البدني، مثل عدد الخطوات التي يمشونها عادة، وعدد الساعات التي يقضونها عادة في الجلوس.
ولم تشمل هذه الدراسة الأشخاص الذين قد تكون بياناتهم الصحية قد تأثرت في العامين الأولين من الدراسة بسبب سوء حالتهم الصحية. ولذلك؛ فإن النتائج تنطبق فقط على الأشخاص الأصحاء الذين كانوا يتمتَّعون بصحة جيدة بشكل عام خلال العامين الأولين على الأقل من الدراسة، وليس من الواضح ما إذا كانت البيانات قد شملت مشاركين يعانون من إعاقات يمكن أن تؤثر على عدد الخطوات.
ما هو عدد الخطوات الأمثل لتعويض مخاطر الجلوس لفترات طويلة؟
كشف الباحثون أن متوسط وقت الجلوس بين المشاركين قد بلغ 10.6 ساعات يوميًا، وبناءً على ذلك، قاموا بتصنيف فترات الجلوس حسب عدد ساعات جلوس الأشخاص، واعتبروا أن وقت الجلوس الطويل هو أكثر من 10.6 ساعات يوميًا، ووقت الجلوس القليل هو أقل من 10.6 ساعات يوميًا.
ووجدوا أن زيادة عدد الخطوات عن 2200 خطوة في اليوم ارتبط بانخفاض مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية والوفاة، وأن 50% من فوائد المشي تبدأ عندما يبلغ عدد الخطوات نحو 4000 إلى 4500 خطوة يوميًا، مهما كان عدد ساعات الجلوس.
كما وجدوا أن المشي بين 9000 إلى 10000 خطوة يوميًا كانت مثالية لمكافحة مخاطر أسلوب الحياة الخامل، لأنها قللت بشكل كبير من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 21%، ومن مخاطر الوفاة بنسبة 39%.