صحــــتك

دراسة جديدة: جفاف العين وتأثيره على ميكروبيوم العين

جفاف العين

اكتشف باحثون من جامعة ستيفن إف. أوستن (Stephen F. Austin State University) أن هناك اختلافًا واضحًا بين الميكروبيوم في العين السليمة عن تلك الموجودة في العين التي تعاني من الجفاف، ويعتقد العلماء أن هذا الاكتشاف يمكن أن يساعد في تحسين علاجات جفاف العين وأمراض العين الأخرى.

تحتوي العديد من مناطق الجسم على ميكروبيوم (Microbiome)، والذي يُعرف أنه مجموعة من الميكروبات الموجودة في منطقة من جسم الإنسان ومتعايشة مع الإنسان بعلاقة تكافلية، وأي تأثير على الميكروبيوم قد يؤثر على كفاءة عمل هذا العضو. من الأعضاء التي تحتوي الميكروبيوم: 

  • الأمعاء.
  • الجلد.
  • الفم.
  • الأنف.
  • الأذن.
  • العينين.

دراسة جديدة: جفاف العين وتأثيره على ميكروبيوم العين

جفاف العين هي حالة تؤثر على ما يصل إلى 50٪ من سكان العالم. وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، ركز الباحثون على دراسة ميكروبيوم العين ودوره في أمراض العيون، بما في ذلك جفاف العين.

الآن، تشير دراسة جديدة تم تقديمها مؤخرًا في Discover BMB، وهو الاجتماع السنوي للجمعية الأمريكية للكيمياء الحيوية والبيولوجيا الجزيئية، إلى كيفية اختلاف ميكروبيومات العين في العيون السليمة وتلك التي تعاني من جفاف العين في نمو بعض الميكروبات.

يعتقد باحثو الدراسة من جامعة ولاية ستيفن إف أوستن، أن هذه النتيجة يمكن أن تساعد في تحسين علاجات جفاف العين وأمراض العين الأخرى.

ما هو ميكروبيوم العين؟

يشير ميكروبيوم العين إلى مجتمع البكتيريا والكائنات الحية الدقيقة الأخرى الموجودة في:

  • الملتحمة، وهي الغشاء الرقيق الشفاف الذي يغطي الجزء الأبيض من العين. 
  • قرنية العين، وهي عبارة عن غطاء شفاف على شكل قبة يغطي الجزء الأمامي من العين.

تشير الأبحاث الحديثة إلى أنه عندما يكون هناك اختلال الميكروبيوم (Dysbiosis) في الأمعاء، فإن الميكروبات المسببة للأمراض ومستقلباتها الحيوية تنتقل عبر مجرى الدم وتصل إلى مواقع أخرى في جسم الإنسان مثل العين. لذلك، فإن الميكروبات التي تم تحديدها في الميكروبيوم العيني قد تكون مشابهة لميكروبيوم الأمعاء.

بالإضافة إلى جفاف العين، درس العلماء تأثير ميكروبيوم العين على أمراض العين الأخرى مثل:

  • الضمور البقعي المرتبط بالعمر (AMD).
  • الزرَق.
  • اعتلال الشبكية السكري.
  • إعتام عدسة العين.

العصيات الراكدة Acinetobacter هي البكتيريا السائدة في ميكروبيوم العين الجافة

في هذه الدراسة، قام الباحثون بجمع عيّنات عيون من 30 مشاركًا متطوعًا باستخدام المسحة (swab)، ثم قاموا بإجراء:

  • تقنية تسلسل الحمض النووي الريبوزي للجين 16S (16S rRNA sequencing).
  • تحليل المعلومات الحيوية.

وذلك لاكتشاف ما تم تضمينه في ميكروبيومات العين للأشخاص الذين يعانون من جفاف العين بالنسبة للعيون السليمة.

عند التحليل، وجد الباحثون أن أنواع البكتيريا المهيمنة في الميكروبيومات العينية للمشاركين في الدراسة من ذوي العيون السليمة:

  • المكورات العقدية Streptococcus.
  • بكتيريا التربة Pedopacterheparinus التي كانت تُعرف سابقًا باسم (flavobacterium heparinum).

في ميكروبيوم العين للمشاركين الذين يعانون من جفاف العين، اكتشف العلماء أن بكتيريا العصيات الراكدة Acinetobacter كانت سائدة.

كان من المفاجئ معرفة أن ميكروبيوم العين المصاب بحالة جفاف العين يحتوي في الغالب على العصيات الراكدة Acinetobacter، ولكن الحصول على فكرة أفضل عن أسباب حالة جفاف العين هو أمر مهم لتحسين التشخيص والعلاج والوقاية من هذه الحالة المَرَضية.
وتوفر الأفكار حول أسباب جفاف العين معلومات قيمة يمكن أن تؤدي إلى تطوير أساليب علاجية جديدة، مما يؤدي إلى نتائج أفضل للأفراد الذين يعانون من هذه الحالة.

الخطوات التالية هي زيادة حجم عينة البحث وفهم مسارات الإشارات المرتبطة بأنواع المؤشر في ظروف جفاف العين، وهذا يمكن أن يوفر نظرة ثاقبة على المستقلبات المسؤولة عن حالة المرض.

جفاف العين

ماذا ستقدم هذه النتائج؟

جفاف العين هو مشكلة منتشرة، إذا تمكَّنا من تعديل الميكروبيوم في العين للمساعدة في علاج مرضى جفاف العين، فسيتم تحقيق تقدم حقيقي، وهذا النهج الجديد يمكن أن يكون الحل لملايين المصابين، ويُتوقع أن يبدأ المزيد من الباحثين في النظر في هذا النهج وربطه بأخذ الأدوية.

يساعد هذا البحث في دعم الكثير مما اكتشفه العلم على مدار السنوات الماضية حول جفاف العين والتأثيرات المتعددة العوامل التي يمكن أن تحدثها.

وعند النظر إلى التغيير الذي يمكن أن يحدث فقط للبكتيريا الطبيعية التي تعيش على سطح العين، يظهر أن علاج جفاف العين في حد ذاته يحتاج على الأرجح إلى أن يكون متعدد العوامل. لقد لوحظ وجود تحسن كبير في بعض حالات جفاف العين والتهاب الجفن عند علاجها بالمضادات الحيوية، ولكن السبب وراء ذلك كان دائمًا غامضًا بعض الشيء. ويُعتقد أن مثل هذه الدراسات التي تظهر أن هناك تغييرًا في البكتيريا الطبيعية الموجودة على سطح العين تدعم الأسباب التي تجعل هذه العلاجات مفيدة للمرضى.
نهايةً، يتفق جميع الخبراء على أننا سنشهد المزيد من الأبحاث المستقبلية التي تركز على ميكروبيوم العين، ليس فقط لجفاف العين، ولكن أيضًا للحالات المَرَضية الأخرى للعين. ويُعتقد وبقوة أن أبحاث الميكروبيوم العيني تظهر بسرعة كبيرة، وأن الأبحاث جارية بالفعل فيما يتعلق بأمراض العيون الأخرى، وسيساعد هذا البحث حقًا في فهم محور القناة الهضمية والعين (the gut-eye axis) بطريقة أفضل.

آخر تعديل بتاريخ
15 أبريل 2024
Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.