البلاستيك النانوي هو تحدٍ بيئي وصحي يتمثل في تسلل جسيماته الدقيقة إلى الجسم، وهو مثير للقلق لتأثيره المحتمل على البيئة وصحة الإنسان. تابِع القراءة لمعرفة تفاصيل الدراسة حول وجوده في مياه الشرب ومدى خطورته.
البلاستيك النانوي وتفاصيل الدراسة
تبحث دراسة جديدة نُشرت في 8 يناير في مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences لعدد المواد البلاستيكية النانوية (الصغيرة جدًّا) التي يمكن العثور عليها في قنينة ماء بلاستيكية واحدة. وفي هذا السياق؛ يجدر التعريف بالبلاستيك النانوي، وهو قطع بلاستيكية دقيقة بحجم الميكرو والنانو، صغيرة جدًا لدرجة أنه يتعذر الكشف عنها بأدوات التحليل العادية.
وبحسب المشرفين على الدراسة؛ فقد سلطت الدراسة الضوء على الوجود الواسع النطاق للمواد البلاستيكية الدقيقة في مياه وهواء مدينة نيويورك، وقدرتها على نقل الملوثات، مثل:
- مركّبات ثنائي الفينيل المتعدد الكلور.
- المواد الكيميائية.
- مسببات الأمراض.
وبالمقارنة، من المتوقع أن يكون للمواد البلاستيكية النانوية تأثير بيئي وصحي أكبر بسبب صغر حجمها، وما قد يرتبط به من أضرار.
كميات كبيرة من البلاستيك النانوي في المياه المعبأة في القنينات
تم استكشاف سبعة أنواع من البلاستيك في دراسة حديثة، تمثل نحو 10% من الجسيمات النانوية في عينات المياه، ويُظهِر هذا صعوبة تحديد كمية هذه الجسيمات. بلغ متوسط تركيز البلاستيك في لتر المياه المعبأة نحو 240 ألف جزيء قابل للاكتشاف. يشدد الباحثون على ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث لتحديد تأثير شرب المياه المعبأة التي تحتوي على بلاستيك نانوي على الصحة، إذ لا توجد أدلة كافية في هذا المجال حتى الآن. وفي حال كان هناك قلق بشأن المياه المعبأة، يُفضَّل اعتماد بدائل مثل مياه الصنبور، مع التأكيد على أهمية شرب الماء. يخطط الباحثون لتوسيع نطاق دراستهم ليشمل مجموعة متنوعة من العينات البيئية، وتحليل تأثير المواد البلاستيكية النانوية في هذه البيئات.
هل البلاستيك النانوي خطير؟
بحسب الخبراء، يحتوي البلاستيك عادةً على مزيج غير متجانس من مواد كيميائية مختلفة تمنح نوعًا محددًا من البلاستيك صفاته الوظيفية والهيكلية.
العديد من هذه المواد الكيميائية، التي تتسرب من الحاويات البلاستيكية في أشكال اللدائن الدقيقة واللدائن النانوية، قد تكون مسببة للاختلال الهرموني (EDCs).
يمكن لهذه المواد الكيميائية المسببة للسرطان تقليد عمل هرمونات الجسم، مثل مادة البيسفينول (أ) التي تحاكي عمل هرمون الأستروجين، وتنشط مستقبلاته.
وبالمقابل، تعمل بعض المواد الكيميائية النانوية على إعاقة نظم محددة في الجسم، بما في ذلك عمل الغدة النخامية والكظرية والغدة الدرقية وغيرها.
يتمثل مصدر القلق الرئيسي بالنسبة للمواد البلاستيكية النانوية في أنها:
- يصعب الكشف عنها وإزالتها من المنتجات الاستهلاكية.
- تمتلك قدرة أكبر على اختراق حاجز الأمعاء والأنسجة والدم في الدماغ، مما قد يؤثر بشكل سلبي على أعضاء متعددة.
وكما أسلفنا سابقًا، فإن هناك نقصًا في الأدلة التي تُثبِت أن وجود اللدائن الدقيقة أو اللدائن النانوية للبلاستيك في الغذاء يشكل خطرًا على صحة الإنسان.
لماذا يوجد كثير من البلاستيك في الطعام؟
في عمليات إنتاج السلع الاستهلاكية، سواء كانت أطعمة أو مشروبات أو منتجات تجميل، تتضمن عملية الإنتاج إجراءات طويلة ومعقدة، تشمل حصاد المواد الخام وصولاً إلى التشطيب والتعبئة والشحن.
في كل مرحلة، يمكن أن يتعرَّض المنتَج للتلوث بمواد كيميائية مرتبطة بالبلاستيك. وبناءً على ذلك، فإن الكشف عن المواد البلاستيكية النانوية باستخدام تقنيات حديثة يكشف عن وجود العديد من الجسيمات النانوية في هذه السلع.
وفي السياق نفسه، يُظهر الخبراء أن المواد الكيميائية غير الضارة المستخدمة في عبوات السلع الاستهلاكية قد تتحلل بمرور الوقت نتيجة التعرض للعوامل البيئية، مثل الأشعة فوق البنفسجية وإشعاع الضوء والحرارة والأوزون، وهذا التحلل يمكن أن يؤدي إلى تحولها كيميائيًا وفيزيائيًا إلى أشكال جديدة قد تشكل مخاطر صحية. لذلك، يُشدد الخبراء على أهمية تخزين عبوات السلع الاستهلاكية بشكل صحيح، والتخلص منها عند تجاوز تاريخ انتهاء الصلاحية.
نهايةً، ووفقًا لدراسة حديثة، يتضح أن متوسط لتر من المياه المعبأة يحتوي على 240 ألف جزيء بلاستيكي معروف أيضًا باسم البلاستيك النانوي. تُعتبر هذه الجزيئات مشكلة بسبب صعوبة اكتشافها والتخلص منها، وقدرتها على الوصول إلى الدورة الدموية، والوصول إلى أعضاء الجسم. يَنصح خبراء الصحة باستخدام مرشِّحات المياه لتقليل مستويات المواد البلاستيكية والتلوث.