الأطعمة الفائقة المعالجة تحتاج إلى تحذيرات على غرار التبغ

البيتزا المجمدة والوجبات الجاهزة للأكل والمعكرونة السريعة التحضير والعديد من أنواع الخبز التي يتم شراؤها من المتاجر ليست سوى أمثلة قليلة لما يعتبره البعض من الأطعمة الفائقة المعالجة أو المنتجات التي تحتوي على قائمة طويلة من المكونات والمضافات الكيميائية، والتي تحتوي على القليل من الغذاء الحقيقي.

لقد أصبحت الأطعمة الفائقة المعالجة تحل محل الأنظمة الغذائية الصحية في جميع أنحاء العالم، على الرغم من الأدلة المتزايدة على المخاطر التي تشكلها، وهناك دعوات إلى وجوب بيعها مع تحذيرات، على غرار التبغ، وفقًا لعالم التغذية الذي صاغ هذا المصطلح لأول مرة.

هل يجب بيع الأطعمة الفائقة المعالجة مع تحذيرات صحية تماماً مثل التبغ؟

يسلط البروفيسور كارلوس مونتيرو، من جامعة ساو باولو، الضوء على الخطر المتزايد الذي تشكّله الأطعمة الفائقة المعالجة على الأطفال والكبار في المؤتمر الدولي للسمنة، ويقول: "تعمل هذه الأطعمة على زيادة حصتها وهيمنتها على النظم الغذائية العالمية، على الرغم من المخاطر التي تمثّلها على الصحة من حيث زيادة خطر الإصابة بأمراض مزمنة متعددة". وأضاف: "تحل الأطعمة الفائقة المعالجة محل الأطعمة الصحية والأقل معالجة في جميع أنحاء العالم، وتتسبب أيضاً في تدهور جودة النظام الغذائي بسبب سماتها الضارة العديدة، وتؤدي هذه الأطعمة معاً إلى انتشار ظاهرة السمنة والأمراض المزمنة الأخرى المرتبطة بالنظام الغذائي، مثل مرض السكري".

ويأتي هذا التحذير الصارخ وسط ارتفاع سريع في الاستهلاك العالمي لمركبات الأطعمة الفائقة المعالجة، مثل الحبوب وألواح البروتين والمشروبات الغازية والوجبات الجاهزة والوجبات السريعة. في شهر فبراير، وجدت أكبر مراجعة من نوعها في العالم أن الأطعمة الفائقة المعالجة مرتبطة بشكل مباشر بما يعادل 32 تأثيراً ضاراً على الصحة، بما في ذلك ارتفاع خطر الإصابة بأمراض القلب والسرطان والسكري من النوع الثاني ومخاطر الصحة العقلية والوفاة المبكرة.

استخدم مونتيرو وزملاؤه عبارة الأطعمة الفائقة المعالجة لأول مرة منذ 15 عاماً عند تصميم نظام تصنيف الأغذية "Nova"، ولا يقتصر هذا على تقييم المحتوى الغذائي فحسب، بل يقيّم أيضاً العمليات التي يمر بها الطعام قبل استهلاكه. ويصنف النظام الأطعمة والمشروبات إلى أربع مجموعات: الأطعمة المعالجة بالحد الأدنى، ومكونات الطهي المصنعة، والأغذية المصنعة، والأطعمة الفائقة المعالجة.

وقال مونتيرو: "هناك حاجة لحملات الصحة العامة مثل تلك التي تستهدف التبغ للحد من مخاطر الأطعمة الفائقة المعالجة، وتشمل مثل هذه الحملات المخاطر الصحية الناجمة عن استهلاك هذه الأصناف من الأطعمة".

اقرأ أيضاً

هل يمكن للأطعمة فائقة المعالجة أن تؤثر على الأداء الإدراكي؟

كيف تؤثر الأطعمة الفائقة المعالجة على صحتك؟

في حين أنه من الصعب أن نقول بشكل قاطع كيف ولماذا يمكن أن تؤدي الأطعمة الفائقة المعالجة إلى مشكلات صحية، فإن الباحثين لديهم نظريات. فعلى سبيل المثال، في المراجعة، يقول الباحثون إن الأطعمة الفائقة المعالجة قد تحل محل خيارات الوجبات المغذية، بما في ذلك الفواكه والخضراوات الطازجة. وأضافوا أن النظام الغذائي الذي يتكون أساساً من الأطعمة الفائقة المعالجة يعرّض الأشخاص أيضاً لإضافات غير صحية، ويزيد من خطر الإصابة بالأمراض الالتهابية المزمنة.

وتُظهر مجموعة متزايدة من البيانات حالات التعرض لمجموعات من الإضافات المتعددة، والتي قد يكون لها تأثيرات مختلفة محتملة مع تأثيرات أكبر على صحة الإنسان من التعرض لمادة مضافة واحدة. ويمكن أن تحتوي الأطعمة الفائقة المعالجة على ملوثات لها تأثيرات صحية تنتقل من مواد التعبئة والتغليف، مثل البيسفينول، والمواد البلاستيكية الدقيقة، والزيوت المعدنية، والفثالات.