صحــــتك

ما علاقة داء السكري بآلام الظهر وكيف نسيطر على الأعراض؟

ما علاقة داء السكري بآلام الظهر وكيف يمكن السيطرة على الأعراض؟

في مراجعة منشورة عام 2019، تم تحليل البيانات من 11 دراسة، والتي تتألف من أشخاص تزيد أعمارهم عن 18 عامًا مع تشخيص داء السكري من النوع الأول أو داء السكري من النوع الثاني، وأظهرت النتائج أن الأشخاص المصابين بداء السكري لديهم خطر أعلى بنسبة 35% للإصابة بآلام أسفل الظهر (LBP).

يقدر الباحثون أن نحو 508 ملايين شخص حول العالم مصابون بداء السكري من النوع الثاني، وهي حالة يتوقف فيها الجسم عن استخدام الإنسولين بشكل صحيح. يكون الشخص المصاب بداء السكري من النوع الثاني أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية وارتفاع ضغط الدم وأمراض الكلى والخرف.

يقول الخبراء إن داء السكري هو أكثر من مجرد مشكلات تتعلق بسكر الدم، إنه حالة من الالتهاب المزمن.

 

كيف يؤثر داء السكري على العمود الفقري؟

أظهرت الدراسات السابقة أن داء السكري من النوع الثاني يمكن أن يؤثر سلبًا على العمود الفقري والظهر في الجسم. على سبيل المثال، يكون الأشخاص المصابون بداء السكري من النوع الثاني أكثر عرضة لخطر الإصابة بفرط التعظم الهيكلي المنتشر المجهول السبب (DISH)، وهو نوع من التهاب المفاصل الذي يؤدي إلى تصلب الأوتار والأربطة حول العمود الفقري، مما يسبب تصلبًا وانخفاض الحركة والألم.

 

وجدت دراسة نشرت في مارس 2022، أن الأشخاص المصابين بداء السكري من النوع الثاني هم أكثر عرضة للإصابة بمرض تنكس القرص القطني. وقد ربطت دراسات أخرى داء السكري من النوع الثاني مع زيادة خطر الإصابة بأمراض العمود الفقري الأخرى، بما في ذلك تضيق العمود الفقري والتهاب العظم والنقي الفقري.

 

وربطت الأبحاث السابقة أيضًا تطور داء السكري من النوع الثاني مع آلام الظهر المزمنة، وأظهرت دراسات سابقة أن الأشخاص المصابين بالسكري لديهم خطر متزايد للإصابة بآلام أسفل الظهر بنسبة 35%، وزيادة خطر الإصابة بآلام الرقبة بنسبة 24% مقارنة بأولئك الذين لا يعانون من المرض.

العلاقة بين داء السكري وآلام الظهر

داء السكري هو حالة صحية مزمنة تتسبب في ارتفاع مستويات السكر في الدم، وقد يكون له تأثير على مختلف أجزاء الجسم بما في ذلك الظهر. آلام الظهر هي مشكلة شائعة يعاني منها العديد من الأشخاص، والتي يمكن أن تتفاقم لدى الأشخاص الذين يعانون من داء السكري. تُعرف العلاقة بينهما على أنها مرتبطة بعوامل مثل تصلب الأوعية الدموية والتهابات الأعصاب، والتي قد تؤدي إلى ظهور أعراض مثل الألم والتنميل في الظهر والأطراف.

قد يؤثر تفاقم مستويات السكر في الدم على الأوعية الدموية والأعصاب، مما يزيد من احتمالية تطور آلام الظهر لدى مرضى السكري. هناك بعض المشكلات التي تربط بين داء السكري وآلام الظهر، والتي يجب أن يكون مريض السكري على علم بها، وتشمل هذه المشكلات:

  1. الاعتلال العصبي

يحدث الاعتلال العصبي السكري عندما تؤدي مستويات الجلوكوز المرتفعة بشكل مستمر إلى إتلاف الأعصاب، مما يؤدي إلى أعراض مثل الألم أو الوخز أو التنميل. إنها مشكلة قد تؤثر على ما يصل إلى 50٪ من مرضى السكري، ويمكن أن تؤدي إلى آلام الظهر المزمنة. يمكن أن يلعب الاعتلال العصبي دورًا بالتأكيد عندما يتعلق الأمر بالظهر، إذْ يمكن للسكريات العالية أن تلحق الضرر بعدد من أجهزة الأعضاء، بما في ذلك الجهاز العصبي نفسه، مما يؤدي إلى الاعتلال العصبي الذي يسبب الألم أو عدم الراحة.

 

  1. صحة العظم

من بين جميع المضاعفات التي يمكن أن يسببها داء السكري، قد يكون ضعف صحة العظام هو الأقل شهرة. قد يؤدي ارتفاع مستويات الجلوكوز إلى إتلاف الكولاجين الذي يتكون منه العظام، والذي قد يتسبب في زيادة خطر الإصابة بكسور العمود الفقري، من بين أنواع ومواقع الكسور الأخرى، لدى مرضى السكري. إضافة إلى ذلك، فإن زيادة خطر الإصابة بالكسور لدى مرضى السكري يتفاقم بسبب ضعف شفاء الكسور، وفقًا لمراجعة نشرت عام 2019 في المجلة الدولية للعلوم الجزيئية.

 

يقول الخبراء: يتمتع الأشخاص المصابون بداء السكري في كثير من الأحيان بكثافة عظام أفضل من أقرانهم، ولكن هذا غير دقيق، لأن داء السكري هو حالة مرتبطة بزيادة خطر الإصابة بالكسور. يُعتقد أن مرضى السكري لديهم خطر أكبر للإصابة بالكسور بسبب التراكم العالي للمنتجات النهائية للجليكيشن Glycation المتقدمة، وهي مادة تتشكل عندما تتحد البروتينات أو الدهون مع السكر. وبمرور الوقت، يمكن لهذه المنتجات النهائية أن تُلحق الضرر بعدد من الأنسجة بما في ذلك العظام.

  1. البدانة

البدانة هي سيف ذو حدين بالنسبة لمرضى السكري، إنها بمثابة عامل يساهم في تطور داء السكري من النوع الثاني، وهو أيضًا أحد المضاعفات الناتجة عن سوء إدارة مستويات الجلوكوز. وبغض النظر عن أيهما يصيب المريض أولاً، فإن البدانة هي عامل مساهم رئيسي في آلام الظهر بسبب الحمل الزائد على العمود الفقري مع مرور الوقت، حيث إن حمل الوزن الزائد وعدم النشاط البدني يمكن أن يؤثر سلبًا على نظام الهيكل العظمي.

  1. انحطاط القرص القطني

يتميز انحطاط القرص القطني بألم الظهر الناجم عن انهيار واحد أو أكثر من أقراص العمود الفقري في أسفل الظهر. بعد أكثر من 10 سنوات من التعايش مع داء السكري، يصبح الأفراد أكثر عرضة لخطر الإصابة بانحطاط القرص المؤلم في العمود الفقري القطني (أسفل الظهر). إذا بقي داء السكري خارج نطاق السيطرة طوال تلك الفترة الزمنية، فإن زيادة خطر الإصابة بمرض انحطاط القرص القطني يتضاعف بشكل أكبر، وقد يكون إبقاء داء السكري تحت السيطرة أمرًا بالغ الأهمية لمنع أو تأخير حصيلة انحطاط القرص في أسفل الظهر.

  1. تضيق العمود الفقري

تضيق العمود الفقري هو تضييق في الفتحات العظمية (الثقب) في العمود الفقري، مما يترك مساحة أقل للأعصاب الشوكية الخارجة. قد يرتبط مرض السكري بتطور تضيق العمود الفقري، وخاصة في المنطقة القطنية من العمود الفقري. وفقًا لإحدى الدراسات، تبين أن ما يصل إلى 25% من المرضى الذين يعانون من تضيق العمود الفقري القطني يعانون من مرض السكري و/أو ارتفاع ضغط الدم، ووجدت دراسة أخرى أن هذا الارتباط قد يكون أقوى عند النساء، فحوالي 36% من النساء المصابات بتضيق العمود الفقري القطني مصابات بمرض السكري.

 

  1. التهاب العظم والنقي الفقري

عادة ما يحدث التهاب العظم والنقي الفقري بسبب عدوى بكتيرية، عادة من المكورات العنقودية الذهبية، والتي يمكن أن تبدأ في العظم الفقري وتنتشر إلى القرص الفقري. يزيد مرض السكري من قابلية الإصابة بالعدوى والتهاب العظم والنقي الفقري، على سبيل المثال، قد تكون القرحة المصابة في قدم مريض السكري مصحوبة بألم في أسفل الظهر وحمى، وقد تكون هذه الأعراض مرتبطة بالتهاب العظم والنقي الفقري.

 

  1. الخراج فوق الجافية الشوكي

يشير الخراج فوق الجافية الشوكي إلى عدوى نادرة يمكن أن تبدأ في المنطقة الواقعة بين عظام العمود الفقري وغشاء الحبل الشوكي. نظرًا لأن مرض السكري يزيد من خطر الإصابة بالعدوى، فإنه يزيد أيضًا من خطر الإصابة بالخراج فوق الجافية، كما أن العوامل المرتبطة بمرض السكري، مثل البدانة وارتفاع ضغط الدم، تزيد من احتمالية الإصابة بالمرض، وقد يزداد خطر الإصابة بالخراج بشكل أكبر في حالات العدوى الفيروسية، بما في ذلك كوفيد-19.

كيف يخفف مريض السكري من آلام الظهر؟

مع معاناة مرضى السكري من آلام الظهر، يصبح التحكم في الألم أمرًا مهمًا لجودة حياتهم اليومية. يمكن أن تكون آلام الظهر لدى مرضى السكري نتيجة لعوامل مثل التهاب المفاصل، وتضيق العمود الفقري، وتأثير السكري على الأعصاب. لتخفيف هذه الآلام، يُنصح باتباع خطوات مهمة تتضمن التحكم في مستويات السكر في الدم، وممارسة التمارين الرياضية بانتظام، وتبني تقنيات الاسترخاء والتأمل، بالإضافة إلى اعتماد مواقف صحيحة للجلوس والوقوف، والحفاظ على الوزن المناسب، باعتبار هذه الخطوات؛ يمكن لمرضى السكري التخفيف من آلام الظهر وتحسين جودة حياتهم. بشكل عام؛ هناك بعض الخطوات التي يمكن للأشخاص المصابين بداء السكري وآلام الظهر القيام بها لتخفيف الألم والانزعاج، والموضحة بالتفصيل في النقاط الآتية:

  1. الحركة

ممارسة التمارين الرياضية أمر رائع لأنها تضرب عصفورين بحجر واحد، فهي يمكن أن تساعد في تحسين مرض السكري وتخفف من آلام الظهر. إن ممارسة الرياضة مهمة للجميع، ولكنها أكثر أهمية بالنسبة للأشخاص المصابين بالسكري بسبب تأثر صحة العظام، وكذلك الأعضاء الأخرى، فبقاء الشخص المريض في وضع خامل يمكن أن يؤدي إلى تفاقم آلام الظهر بمرور الوقت، على الرغم من أن هذا قد يكون أول ميل لك عندما تتألم.

حتى فعل شيء بسيط مثل المشي، أو القيام بتمارين التمدد، أو القيام بلفات لطيفة في حمام السباحة يمكن أن يمد العضلات، ويحسن تدفق الدم، ويساعد في فقدان الوزن، وكلها جيدة لكلتا الحالتين. تؤدي ممارسة التمارين الرياضية أيضًا إلى إطلاق مادة الإندورفين، وهي مواد كيميائية يفرزها الجسم لتخفيف الألم.

 

  1. الحد من التوتر

لقد سمعناها جميعًا من قبل: قلل من التوتر كلما أمكنك ذلك لتحظى بحياة أطول. ومع ذلك، فإن الحد من التوتر ينطبق أيضًا على إدارة آلام الظهر، والتي يمكن أن تكون ذات أهمية، خاصة إذا كنت مصابًا بمرض السكري. هناك بعض الأشياء التي يمكنك محاولة تخفيف الضغط عنها وتقليل التوتر في حياتك، مثل الاستماع إلى شريط استرخاء أو موسيقى هادئة، والتأمل واليوغا، والتي يمكن أن تساعد أيضًا في تقليل الألم الجسدي وعدم الراحة في الظهر.

  1. التخلص من العادات السيئة

وفقًا لكليفلاند كلينيك، فإن المدخنين هم أكثر عرضة للإصابة بآلام أسفل الظهر بثلاثة أضعاف مقارنة بغير المدخنين. قد يخفف النيكوتين الموجود في السجائر من الألم على المدى القصير، ولكنه مع مرور الوقت يجعل الأعصاب أكثر حساسية، ويمكن أن يزيد الألم. إلى جانب الإقلاع عن التدخين، فإن إزالة الكحول من قائمة العادات السيئة قد يساعد في تحسين آلام الظهر أيضًا، وقد يساعد الكحول في تخدير الألم عند تناوله، ولكنه قد يسبب أيضًا تشنجات عضلية وجفافًا، مما قد يؤدي في النهاية إلى تفاقم آلام الظهر وعدم الراحة، وقد يسبب مضاعفات إذا كنت تتناول أدوية لتخفيف الألم.

في نهاية المطاف، أهم شيء يجب أن تتذكره هو إدارة مرض السكري بشكل فعال، ويقول الخبراء: إذا لم تكن لديك سيطرة جيدة على مرض السكري، فمن الواضح أن احتمالية حدوث كل هذه المضاعفات أعلى بكثير. 

 

نهايةً، داء السكري هو اضطراب أيضي ينطوي على خطر حدوث مضاعفات في أعضاء متعددة، مثل القلب والكلى والعينين، بالإضافة إلى مضاعفات في الأنسجة الضامة المتعددة، مثل العظام والغضاريف والأعصاب. بالنسبة لأي شخص يعاني من مرض السكري وآلام الظهر أو الأعراض ذات الصلة، قد يكون من المستحسن اتباع نهج منسق لإدارة كلٍّ من مرض السكري والألم، ومن خلال قيامك بالحد من التوتر والحركة والتخلص من العادات غير الصحية السيئة، ستشعر بالتحسن، وتتحرك بشكل أفضل، وستكون لديك فرصة أفضل للتخلص من آلام الظهر.

آخر تعديل بتاريخ
30 أبريل 2024

قصص مصورة

Consultation form header image

هل تحتاج لاستشارة الطبيب

أرسل استشارتك الآن

 

  • ابحث على موقعنا عن إجابة لسؤالك، منعا للتكرار.
  • اكتب بريدك الإلكتروني الصحيح (الإجابة ستصلك عليه).
  • استوفِ المعلومات الشخصية والصحية المتعلقة بالحالة المرضية محل الاستشارة.
  • لن يتم إظهار اسمك عند نشر السؤال.

 

Age gender wrapper
Age Wrapper
الجنس
Country Wrapper

هذا الموقع محمي بواسطة reCaptcha وتنطبق عليه سياسة غوغل في الخصوصية و شروط الخدمة

This site is protected by reCAPTCHA and the GooglePrivacy Policy and Terms of Service apply.